مخاض السراب
لاشيءَ غيرُ الريحِ ..، واليبابِ ..، والرَّمادْ.
وأنت والمدى
عينان في سفينةِ القدرْ .
تُعانق السَّحرْ .
وتَعشقُ النجوم والقمرْ
وعودةَ الجرادْ
إلى الحقول بعد موسم الحصادْ ..،
لكنَّما لابرقَ في السماء يزرع المطرْ .
لاشيءَ غيرُ الريح ..، واليبابِ..، والرمادْ.
يكاد يَفتُر الصراعْ .
ويَسقط المجدافُ والشّراعْ ..،
قُبيل ضجعةِ الشعاع ْ،
ومَورةِ العبابْ
في لـُجَّة القرار ..، في السَّرابْ ..،
وفي غيابات الضَّباب ..،
عندئذ لمن توجِّهُ الوداعْ ؟
لا شيءَ غيرُ الريح ..، واليباب ..، والرَّمادْ .
سيرحل النِّداءُ والصَّدى
إلى غياهبِ المدى ..،
وحين يَنثر الغروبْ
على الذُّرا جثمانَهُ الكئيبْ
ستبقى وحدك الغريبْ
تُلوِّحُ اليدا ..،
لكنَّما ..،
لاشيءَ غيرُ الريح ..، واليبابِ ..، والرَّمادْ
وأنت والرَّدى
عينانِ ترقُبان شعرةً يشُدُّها مُعاويه
تَنْبَتُّ مثلَ خيطِ العنكبوتِ ..، واهيَه ْ..،
عينانِ حَولا وانِ ، غاب فيهما الشَّفقْ ،
وسافرتْ إليهما قوافلُ الغسقْ ..،
وأنت لم تزلْ تُلوِّح اليدا
فمَن ـ تُرى ـ إليك يَبسُطُ اليدا؟!
وفيك يستعيدُ نشْوة الرَّمقْ ،
لاشيءَ غيرُ الريح ..، واليبابِ ..، والَّرمادْ
كم سنةٍ مضت وأنت تنتظرْ
في لهفةِ العشيقِ تُلهبُ القمرْ ..،
ترنو إلى السَّحاب والبروقْ
لعلَّ نجمةً من النُّجوم تستفيقْ ..،
لعلَّ سندبادْ
يعود من جزيرة المعادْ
يحمل في يديه خاتمَ القدرْ..،
لكنَّما لاشيءَ لاح للبصرْ
لاشيء غيرُ الرِّيح..، واليباب ..، والرَّمادْ
لاشيء غيرُ الرِّيح..، واليباب ..، والرَّمادْ
هندل الصالح " مارس 1986م "
تعليقات
إرسال تعليق