القائمة الرئيسية

الصفحات

طفل وحجر 

الشاعرة أمينة الميلاف  

العنوان : طفل وحجر 

ظننت أن الطفولة 
براءة وابتسامة 
حياتنا عفوية 
وكلمة الحزن مجهولة 
لم أظن يوما
 أن ألعب الغميضة 
مع البسمة ولا أجدها 
ونافذتها مغلقة 
وستارتها مسدولة 
لم أظن أن حياتي 
مثل الأرجوحة 
تلك اللعبة المحببة إلى قلبي 
سترفعني عاليا لأعود للقاع مذلولة 
لم أظن أن تلك الحجارة 
ستكون يوما سلاحي 
ضد دبابة منقولة 
لم أظن يوما أن طفولتي 
ستنتزع مني 
أن إبتسامتي ستغتصب 
والدموع ستزرع غصبا عني 
لم أظن يوما أنني سأشيخ فجأة 
وأرتقي لدرجة الرجولة 
فلقد تعلمت أن أكون مسؤولا 
عن أمي وإخوتي 
وأحصل على البطولة 
وأكون فدائي 
وألا أشكو دائي 
وبالحجر أحارب أعدائي
ولا أتذكر كيف كانت الطفولة 
لم أعد أتذكر كيف أبتسم 
عفوا فلم أعد عفوي 
ولم أعد أفرق بين شتائي وصيفي 
ولم يعد يغريني تساقط أوراق خريفي 
فلم تعد تزهر وتتفتح أزهار ربيعي 
فحتى ظلي فارقني 
بعد أن عرف نقطة ضعفي 
بل نقطة تحولي 
 وبأن الطفل الذي في صدري 
قد غاب وتوفي .

بوترعة أمينة
الجزائر
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات