القائمة الرئيسية

الصفحات

عامٌ على الفَقد 

للشاعر || يحيى حشيدان 
مرثية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل فقيد الوطن الكبيرالدكتور أحمد النهمي «رحمة الله تغشاه، ووالدي»
عامٌ على الفَقد لَمَّا يَنطَفِئْ أَلَمي
لَيلِي حَنينٌ ويومي تَوأمُ السَّأَمِ
عامٌ شَهِدناه يشكو جَدبَ أَخيِلَتي
من غَيبة الفكر أو من أزمة الهِمَمِ
إذا تَجَلَّدتُ بينَ القومِ داهَمَنِي
هذا السؤال فأغدو جِدَّ مُنهَزِمِ
"فَمَا لِعَينَيكَ إِنْ قُلتَ اكفُفا هَمَتا
وما لِقلبِكَ إِنْ قُلتَ استَفِقْ يَهِمِ" 
صَبٌّ، ويتلو تَناهيد الأسَى جسدي
ولو يُكَتِّمُ قلبي أو يصومُ فَمِي
كم افتقدناك يا دكتور لو سَبَرَتْ
عيناك أغوارَ ما يَعتاص من كَلَمِ
تُحيِي المُعاناةُ بعضَ الشعر إنْ دلفَتْ
غِبًّا ولم تَلتَحِف بالطُّولِ والكَرَمِ
فَإنْ أقامَتْ فَوَأدٌ للشُّعورِ كذا
للحرفِ والصَّرفِ والإعرابِ والنَّغَمِ
أُوّاه يا أحمد النهمي كيف مضى 
عامٌ من اليُتم والآهات والظُّلَمِ 
عاشَتْهُ أرواحُ مَن كانوا على صِلَةٍ
"حِينًا من الحُزنِ" أو حِينًا من الأَلَمِ
جيشًا من الهَمِّ، وَجدًا يَغتَذي وَجَعًا
غَمًّا على الجُرحِ، أنَّاتٍ على سَقَمِ
ولم أزَلْ ذاكَ حَظًّا بائسًا ومُنًى
تعثّرتْ نحوَها خَيلي مع قَدَمي
تُزجِي الشمالُ وقد أَسرَيتُ مَيمَنةً
ويَدَّعي بعضُهم - جَهلًا - بُرودَ دَمِي
خَلفَ السُّطور وزَادي ظِلُّ أُمنيةٍ
غَرَّاءَ تنثالُ حُسنًا، أو صَدَى حُلُمِ
مُضنى ونحو طموحي أمتطي وجعي
ناءٍ وصَمتُ وُجودي يرتدي عَدَمِي
خطوطُ طُولِيَ في (كَيفِي) ترَى قِصَرًا
دوائرُ العرض تشكو من غيابِ (كَمِي)
ما غابَ طَيفُكَ عنَّا قابَ دَردَشَةٍ
وذكرياتُ الوفا والطُّهرِ لم تَنَمِ
"كَبِّر على القوم" ما زالت بواعِثُها
كالأمسِ، لَمَّا يَلُحْ في القومِ أَنفُ حَمِي
ولم تَزلْ تِلكُمُ الأحقادُ نافِثَةً
 قَذَى لظاها وبَغيَ الغاشِمِ النَّهِمِ
تَلُوكُ أرواحَنا، تَمتَصُّ ثَروَتَنا
مَخالِبُ الكُفرِ عدوانًا، وسَوطُ عَمِي
على النواصي نُدوبُ الفقر قابِعَةٌ
وفي الجوانح قَهرٌ جِدُّ مُحتَدِمِ
وما تزالُ ادِّعاءاتُ "الحُقوقِ" على 
مَوَّالِها المُستَفِزِّ الكاذبِ الهَرِمِ
هذي مَواجيدنا جَورًا ومَسغَبَةً
تَحكي الصَّفاقَةَ في منظومَةِ الأُمَمِ
لَكنْ مُحِبُّوك ما زالوا على قَبَسٍ
مُلَألِئٍ من بَهاء الفكر والقِيَمِ
 ومن شَذاكَ احتَسَوا نَخبًا مُعَتَّقَةً 
كؤوسُهُ بالرّؤى الغَنَّاءِ والحِكَمِ
 تَنَسَّموا من نَدى "صنعاء" مَلحَمَةً
 أجادَ حَرفُكَ فيها عابِقَ النَّغَمِ
و"خائبًا عُدتُ.." كم نَحيا مَواجِعَها
وفي زوايا حَكاياها انبَرى قلمي
نَحياكَ نثرًا وشعرًا، مَوقِفًا، وفَمًا
للكادحين، ونُبلَ الحِسِّ والشِّيَمِ
وثورةً ضد بَطشِ اللَّونِ حالِمَةً
بِمَوطِن للهدى والعدلِ مُحتَكِمِ 
فيهِ الخريطةُ (خَطُّ الإستواءِ) بِلا
أيِّ التواءٍ ولا سَفحٍ ولا قِمَمِ
لاءاتُكَ الحُمرُ لن ننسى شجاعَتَها
وفتكَها بِتَراقي مُدمِنِي (نَعَمِ)
"مسافرٌ في فضاء الحرف.." تَرجَمتي
لَونُ اغتِرابِي، ولَحنٌ يغتَلي بِدَمِي
يموسقُ الحرفُ نَبضَ الروح في خَلَدِي
 لَفظًا، ومعناك يُذكِي في الجَوَى حِمَمِي 
ويَزدَهي رَونَقُ الإيقاع في وَتَري
سِحرًا وتُشرِقُ مِن إيماضِهِ كَلِمِي
وحينَ يَجثُمُ بُخلُ المفرداتِ على 
بَوحي يَحِينُ أُفُولُ الحرفِ والقلمِ

#الذكرى_السنوية_الأولى_لرحيل_فقيد_الوطن
#الدكتور_أحمد_النهمي.
#الأحد_13_يونيو_2021م.


تعليقات