القائمة الرئيسية

الصفحات

لصنعاء عندي حنين محمد الفضيل جقاوة

لصنعاء عندي حنين محمد الفضيل جقاوة 

لصنعاء عندي حنين 
محمد الفضيل جقاوة 

إليَّ في رده الحزن والضياع الممتدة بعيدا بعيدا ..
أنا بعد مولد عشقي البعيد القريب 
أضعتك أنتِ حبيبةَ قلبي ..
أضعت ابتساماتك العابقاتْ 
تدغدغ ـ رغم  امتداد الخمود ـ حنيني 
و حين ارتحلتِ .. 
أضعت بعينيكِ بوصلتي .. 
واستعدتُ بجوف الليالي شجوني .. 
أضعت بهاء الشّروق ..
اضعت بهاء الغروب ..
ولمّا تزلْ فحمةً فوق هدبيَّ شمسُ يقيني ..
أنا كومةُُ من ضياع .. 
لِمَ يا حبيبة قلبي تُرَى تهجريني ؟؟ 
أنا مذ رحلتِ ..
صريعُ جنون أجوب الفيافيَّ 
من غير ماء .. 

ومن غير زاد .. 
ولا لِيَّ في الأفْق نجم به تهتدي 
إنْ جنحتُ عيوني 
أنا .. من أنا يا حبيبة قلبي ؟؟
بربّك رحمى اخبريني ..
نصال الشتات تمزّق ذاتي
وتملأُ من أدمعي الهاتناتِ دنانا
تنادم في ردهاتِ الليالي انكساري
وتشرب نُخْبَ ظنوني ..
وذاكرتي لم تعد مثلما كنتُ قبل ضياعك
تسعفني بفضاءات أصلي البعيد القريب
أنا بعد مولد عشقي المهيب
أضعتُ دروبي ..
و ذاكرتي لم تعد تحتفي بانتمائي
بأنساب قومي ..
بعرقي النقيّ المصون
لقد كنتُ يوما بصنعاءَ أزهو بمجدي التليد
و كنتُ أهيمُ بسيفي وترسي
و أعشقُ مهري يطير شهابا
إذا ما ادلهمّت بساحي الخطوبْ
يطير شهابا ..
يصدّ عن اليمن الحرّ كلّ الكروبْ
تعالي ..
أعيدي على مسمعي قصص المجد
في سيّر الأولين ..
أعيدي على مسمعي صَوَلاتِ ابن ذي يزنِِ
يقهر المعتدينْ ..
تعالي ارسميه لمضناك حلوًا جميلاً
على فرس من ضياء ..
فتىً أسمر اللون عالي الجبينْ
إذا ما انتضى السّيف أشرقتِ الشمسُ قبلُ الأوان
وولّى الظلامُ لصبح جديد ..
تعالي ..
فما عدتُ أذكرُ أسماءَ  من كان يحكمهم
سيدا لا يلينْ
من الجنّ ..
من زمر الماردينْ
لصنعاءَ كانتْ مواويلُ ليلي ..
لصنعاء كانتْ لحوني ..
فصنعاء كانتْ هي الكون يمتدّ شرقًا
وغربا ..
ولم يكُ إلاّ هواك هواها ..
ألا تذكرينْ ؟؟
أنا حيث كنتُ لصنعاءَ عندي حنين 
و أيُّ حنينْ ..
هي الجذع منّا ألأ تعلمين ؟؟ 
و  في كلّ ربع لها ألف فرع وفرع
لها رحمُ من ألوف السنينْ

لقد بحتِ لي ذات يوم بهذا
ونحن نشدّ  الرحال إلى الشام ..
ننجب كنعان قسورة
يملأ الشام منتشيّا بالبنينْ
وفي مصر كان له ألف صهر ..
وكانوا له سندا مخلصينْ
لقد طابَ لي ذات ليل بنجد المقام
فاوقدتُ ناري ..
وغنّيتُ للعشق أحلى المواويل ..
أرحل في مقلتيك إلى وطن عبقري
يدثّره ربّه بالسّلام
ويعلي السلامَ النبيُّ الكريم الأمين
يلملم فينا الجراح
ويجمع ـ بعد الشتات ـ الشتات
وينفخ روح المحبّة في المحبطينْ
ويرسل منهم هداةً
نجوب المواطن حبّا ونورا
نردّ الى الله في شغف زمر الضائعينْ
وبارك صنعاءَ ربّ السماءْ ..
وبارك شام العروبة ثغرا
إلى آخر الدهر لا يستكينْ
وبارك كل تقيّ نقيّ أمينْ
أنا لم أكن لسوى الله في مذهبي انتمي 
ومنه تعلّمتُ حبّ الخلائق طرّا .. 

تعلمت ـ صنعاءَ ـ حبّ بنيك الأباة 
همُ السّمر أعرفهم حيث كانوا .. 
وأهوى مضاربهم عاشقا 
شفّه لثراهم حنينْ 
لعينيك كلّ المذاهب عندي ضلال
فلم نجن منها سوى طعاناتِ التشرذم ..
خزي الشتات ..
لعينيك كل المذاهب محض افتراء على الله
لَيٌّ لآياته الطاهراتْ 
لعينيك كلّ دعاة التّفكك أبناء فاجرة
زرعتهم  بأرض  العروبة  ليلا ..
وولّت تصيخ لأنّاتنا المنهكات ..
لصنعاء كنّا نلبّي جميعا ..
نكون يدا تردع المعتدينْ
فما كان يجرؤ روم وفرس على غزونا آمنينْ
ألم تك يوما بذي قار صولتنا تقصم الظّالمينْ ؟؟
لصنعاء حفظ من الله  
باركه سيّد العالمينْ 
أيضربها عربيٌّ أبي كريم ..؟؟!! 
وربّك هيهات ذلك يوما يكونْ 
همُ اللقطاء .. 
همُ الخائنون 

همُ الخزي والعار 
همْ معشر مجرمون 
لعاهرة كلهم أجمعون .. 
وما زالتِ الضاد تفضحهم ناطقينْ 
أَلا تسمعين الرطانة في ألسن العاهرين ؟؟
لصنعاء من مغربي العربي سلام
لصنعاء من كلّ نجد سلام
لصنعاء من مصر الف سلام
لصنعاء من بردى قبلة
فـي شذاها ختام الكلام
محمد الفضيل جقاوة 
معدلة في: 28/06/2021
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات