قراءات في ومض عينيك .
إلى: فاطمة الزهراء حوتية عرفانا ..
تعالي ارمقيني
ففي مقلتيك ألملم كلّ شتاتي
أرمّم ذاتي ..
أعود إليَّ ..
أصير على عجل سيّد العاشقينْ
أنا قد تعمّدتُ في مقلتيك
قبيل الخليقة
هل تذكرينْ ؟
لقد كنتِ أنتِ البدايات
كنت اختزالا لكلّ النّساء
بذا أخبرت صحف الأولينْ
و بَعدك أبدع بغدادَ رب العباد
سناء يشع على العالمينْ
و كان لدجلة قلب و نبض
و عينان وهجهما يبعث الشّمس
فاترةً لا تهيج العيونْ
و كان لدجلة سيف يماني
يصدّ المطامع و الكيد و الغاصبين
على ضفّة العشق نحن اختلينا
ألوف السنينْ
نبثُّ هوانا ألا تذكرينْ ؟؟
و نرسم صرحا بهيّا على صفحات المياه
تلونه الشمس دانية تستكينْ
و تسكرنا خطرات النسائم وقت الغروب
و يسكرنا الشّوق للمجد
ملتهبا بالحنينْ
ألا تذكرين ؟؟
حبيبة قلبي
و حين تودّعنا الشّمس مرهقة
خلف تلك الهضاب
و تغفو على الحبّ دجلة
نتركها عائدينْ
فبغداد في ليلها السّحر
يخطفني فارسا أمتطي الشوق وهجا
إلى مقلتيك ..
إلى ألف عام مضت ..
تحضن المجد زهرا و فلاّ
و مليون باق من الياسمينْ
لبغداد سحر تعتّــق في مقلتيك
فهل تنكرينْ ؟
لكم كنت في ليل بغداد
أبدع شعرا قوافيه حبلى بنار الحنينْ
يغنّـيه زرياب في ألف لحن شجيّ
يردّده الكون ..
يحرق أفئدة العاذلينْ
أحبّك زنبقة تعشق الأرض
تمتدُّ فيها جذور انتماءْ
أحبّك أنشودةً نقشتْ في أديم السّماء
لقد كانت الأرض والهةً
تعشق الأتقياءْ
و كانت تقاسمنا فرحة العيد جذلى
تشارك أطفال حارتنا اللّغو
كلّ مساء
و كان لها رأفة و حنان
و قلب يحسّ بعشّاقها الأوفياء
و كانت تعاف الدّخيل المريب
يبيت على ضنك و عياءْ
و تفتح أحضانها للغريب
على عفّة ..
تعرف الأبرياء
حبيبة قلبي ألا تذكرينْ ؟؟
لقد كنت في جامعي علما يوقظ الحبّ
يزرعه شتلات
يوزّعه في خشوع على العابرينْ
و بغـــــــداد مثلي
تسامتْ عن البغض و المبغضينْ
و منها تعلمت أنّ التّديّن حبّ
و أنّ التّسامح يعلي التقاة
و يرفع منزلة الطيبين
و منها تعلمتُ أن الإله يعاف أذى الآمنينْ
و ليس ضرام الجحيم
سوى الحقد في أنفس الحاقدين
و أيقنتُ أنّ المذاهب كفر
إذا كان منها القطاف شتاتا
و تمزيق صفّ ..
و آلهة تذبــح الحبّ في مهج السّذّج التابعينْ
أحبّك سلطانة القلب
أقرأ في مقلتيك المثانيَّ
أقرأ مختليّا صحف الأولين
فأوقن أن المحبّة قبل الصلاة
و قبل الصّيام ..
و أن المحبّة تنسخ ما قد يمسُّ بها
سلفا دون مينْ
و أوقن أنّ التّناصر فرض
إذا ضاع ضعنا
و ضاع السّلام
و صار تديّننا عبثا و ريوعا
تطير إلى كاهن سامري لعين
تعالي ارمقيني
ففي مقلتيك أرمّم ذاتي
أصير على عجل سيّد العاشقين
محمد الفضيل جقاوة
في: 19/06/202
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق