* السلسلة رقم 3
" الأبوة في القرية "
… يعتبر الرّعي من بين المهام التي تُخول إلى الطفل حين بلوغه سن السابعة ، إذا لا يبرح " الحوش" أو " الترعة" إلا وفي يده عصا يهشُّ بها القطيع .
نشأ الفتى القروي " مفتاح " بين ضلوع المآسي ومن رحم ظروف نكحت الأحلام فأجهضت في أسبوعها الأول نتيجة التسلط الدائم والإستمرارية المزرية . الأب في القرية يتمثل في الرئيس الشرعي غير المتخب ، حتى وإن كان غير سوي ، الكثير من الآباء يُشكلون النواة القاعدية للإنطلاقة بالرجولة وتمثيلها في محافل الرعي / الأنفة / التسلّح بهم لمواجهة المخاطر.
الهدف الأسمى للأب في القرية ليس المناصب / الشهرة / العلم للإبن ، بل همه الوحيد قطعانه وأراضيه وما تنجبه بطونها ، الإستراتيجية المأخوذة من الآباء القدامى والريفيون هي التي جعلت للرجولة مكانة بين الأقوام والعشائر .
الأبوة الريفية التي التي حاربت التخنث بمختلف أشكاله ، وربطت علاقتها بالأنفة والغيرة على العرض والشرف .
الأبوة الريفية هي التي حملت مشعل المسؤولية ولم تُقيدها بالسن ، فالمراهق عندهم هو الذي يقود قرية ، أما المراهق عندنا ( مزال يحب فيفي ويتمعشق) .
الأبوة الريفية : أنشأت جيلا صلدا وليس بلين لا بعلمها وإنما من طبيعتها السيسيولوجية والإجتماعية .
الأبوة الريفية : هي التي جعلت الرجل مهاب من طرف المرأة وهو السلطان الأوحد داخل جدران بيته .
الأبوة الريفية : حاولت جاهدة أن تمنع التسميات التالية : مراهق ، راه يحب اعطيلو التصريف ، ياراجل خليه راه يعرف صلاحو......
الأبوة الريفية : هي التي غرست الإحترام والتقدير في المجلس .
هذه الأبوة الحقيقية ، إما أن تحاول أن تكون هكذا أو مت وأنت تحاول ، لا يميزك عن غيرك من الرجال سروال تلبسه ، لكن ما يُميزك هو عمل قويم تعمله .
" كن أبا ريفيا حتى آخر أنفاسك"
بقلم : شيهب مفتاح.
تعليقات
إرسال تعليق