حرف بمناسبة العام الهجري الجديد
نهاية سنة هجريةّ حمّلناها آمالا كثيرة وعشناها مثلما يعيش الكون بين الأفلاك المتناثرة ضوء هنا وظلام قاتم هناك ، انفجار فوق وانطفاء تحت والخيط الفضيّ للحياة لا يزال يربط بين كلّ من يسعى لسعادته ويفنى من أجل ضحكته وأحبّته فالجميع مشدود للفرح بطريقة ما رغم الأوجاع المتناثرة بين أرجاء العالم الذي فرضت عليه حرب مقدّرة لتظهر لنا عاهتنا ومدى حقارة ما أوصلنا إليه الطموح البشري الذي اخترع كلّ شيء إلاّ الضّمير.
عام مضى وعام دفنّاه بالأمس القريب وعام نترقّب هلاله الجديد ، نتحسّس من ضوئه الفرج لكلّ الآلام ، والسّلامة من كلّ السّقام وعودة الحياة التي تمزّقت بين أسرّة الأسى والبحث عن الهواء الذي أصبح يباع في قوارير بأثمان باهظة .
عام نترقّب من انفجاره اللّطيف الأمل ، ننتظر معه زهرة تنبت فوق قبر حبيب تركنا بسرعة ، نضمّد معه الذّكريات التي أصبحت تضيق بنا لكثرة ما عشنا من أزمات ، سنمدّ قلوبنا ونتقاسمها على طاولة بسيطة تحت شجرة الحبّ وأوراق الشّوق وأغصان الشّمس وعصافير الأمنيات التي تجرّ لنا بين جناحيها بريق السّعادة التي ننتظرها بعد أن فاتنا القبض عليها في السنوات الفائتة من العمر الذي يجهش بالانتظار والتّرقب .
تمسّكوا بمن تحبّون جيّدا قد تأتي لحظة مباغتة تهدر لنا فرصة الاعتراف بالحبّ والجميل والامتنان .
زهرة حبّ لقلوبكم بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة
عبد النور خبابة
تعليقات
إرسال تعليق