ثقافة
عبد الصاحب إ أميري
****
ذات ليلة من ليالي الشّتاء،، قبل سبعة عقود،،
ومثل كلّ ليلة،،
المسحراتي كان يوقظنا للسّحور
المدفع يعلن الفطور
لا هاتف.، ولا نقّال ولا أيّ طريقة للإتّصال
لا مذياع، لا تلفاز
سوى رسائل. تكتب بين حين وحين
الأخبار للمنادي يسبقه الطّبال
وأمّهاتنا كنّ دار الحكمة،،
كنز القصّص والأسرار
كان لأمّي ثوبا،،
ما أجمله من ثوب
يلتحف به جميع الإخوة
حال أمّي حال الدّجاجة يلتفّ حولها الفراخ
حين تعلن النّفير
نقترب إليها أكثر
بها نتوسّل،،
لتقصّ لنا أكثر،،،
مرّت اللّيالي،،، ولم أجد لمثيلها ليلة
ولا قاصّ كأمّي،،،
أعلن النّفير ،ذات ليلة، في بيتنا الصّغير
أعلنته أمّي كعادتها
كلّ مرّة، حين يحلّ المساء
سمعت طرقاََ على الباب،،
اختفت، ثم عادت أعضاء الأسرة يتهامسون
أبي واخوتي وأنا الصّغير
من أجل موضوع،، سهرة اللّيلة
أبتسمت أمّي ، حين عادت
نظرت إلينا بحبّ ليس له مثيل
اسمها بتول،.
،قالت
لاتشكو همّك إلّا لربّك، ولا تطلب
من أيّ كان ماتريد
قد يسخر منك العباد
وإن طرق بابك ذو حاجة..سدّ حاجته
ولا تسأله من يكون، هذه ثقافة
عبد الصاحب إ أميري
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق