ديـــار الأوَّليــــــن
مشينا لذكراهم بشوقٍ مضى بنا
حطبًا ونارُ الهجـرِ طافت تلاقينا
حنيـــنٌ بكى يمضي عناء مشقَّةٍ
بغَمْرِ ثنايا الرُّوح ضاعت أمانينا
خطونا بزلفى نرتقي طيب ذكرهم
يقينًا سمـا بالحبِّ نبـضٌ يناجينا
نُسـاقُ بخفقٍ قدْ شقانا وحــرقةٍ
بحبٍّ سقانا المرَّ صاحَ الأسى فينا
حملنا لذاكَ الميْل نجوى صدورنا
ووهــن قلــوبٍ صادقتهُ مـآسينا
فسرنا على الجَّمرِ العصيبِ نلومهُ
كوهجٍ وريحُ الشَّوقِ تقسو وتردينا
قَصَدنا ديارَ الأوَّليـنَ وقد خلتْ
رثتنا طلولَ البعـدِ أبكت مآقينا
وقفنا على الأوجاعِ والكلُّ يسألُ
صحت ذكريات العمر ناجت تنادينا
نجــدِّد عهــدًا قد طوته دروبنـــا
فضاعَ بحضنِ الوعدِ وقعَ خطاوينا
سعـاةٌ والعمـرَ القصيـرَ بما مضى
ســرابًا جهيمًا جفَّ عطرَ أماسينا
سقينـا بـدمعِ العينِ كـلَّ مواجـعٍ
طريقًا خبا بالوجدِ ناءَ يجــافينا
فعدنا بحـلمٍ بــاتَ هـمَّ قلــوبنا
خسرنا صدى خفقٍ ونامت أغانينا
عَبرنا بأوجاعٍ علا النَّزف صوتها
بَعُــدنا وغابت بالجـراحِ معــانينا
وجئنا لشـوقِ الذِّكـرياتِ نعـاتب
ذرفنا وضاعت بالدموعِ أسامينا
خيرات حمزة إبراهيم
ســوريـــــــــــــــــــــة
٦ / ٥ / ٢٠٢٢
(( البحر الطويل ))
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق