القائمة الرئيسية

الصفحات

من ذل الإنكسار إلى فجر العزة والإنتصار


من ذل الإنكسار إلى فجر العزة والإنتصار

من ذل الإنكسار إلى فخر العزة والإنتصار 

صخر محمد حسين العزة 

لقد كُتِب على الفلسطيني أن يبقى في صراع أزلي حفاظاً على أرضه وهويته عَبرَ حِقب التاريخ ، وكم من مستعمرٍ وطئ أرض فلسطين وكم تقلبت عليها من إمبراطوريات وحضارات طامعةً في أرض فلسطين وذلك لموقعها الإستراتيجي ولتنوع مناخها ولقيمتها الدينيه والتاريخيه ، فهي جنة الله على الأرض ومهد الحضارات وأرض الأنبياء والصحابه، ولكن لا دوام لمحتلٍ أو معتدٍ فيها ومهما مكث على أرضها لا بد له من زوال 
تمُرُ علينا كل عام ذكريات أليمه ففي الخامس عشر من أيار ذكرى النكبة الأولى والتي فقدنا فيها جزءاً من أرض فلسطين في عام 1948م وتشرد أهلها إلى دول العالم ومن ثَمَّ نكسة حزيران التى تمرُ علينا في الخامس من حزيران من كل عام ، في هذه النكسه تم ضياع فلسطين كاملة بالإضافة إلى أراضٍ عربيه من سوريا ومصر ولبنان ، وفي هاتين النكبتين ومعظم نكبات فلسطين لم يكن الفلسطيني هو المنكسر أو المهزوم بل كان كل ذلك لضعف وخذلان وهوان هذه الدول التي شاركت في الحروب فكيف لثلاث جيوش عربية متاخمة لما يُدعى الكيان المسخ إسرائيل وإضافةً إلى قوات عربيه أخرى شاركت في الحرب أن تنهزم أمام هذا العدو الجبان خلال ستة أيام وكانت أكبر إذلال لهذه الأمة من هذا المحتل البغيض والذي عرفنا مكره وخداعه وجبنه ولن ننسى ما حصل له في معركة الكرامه عام 1968م على أيدي أبطال المقاومه الفلسطينيه وأبطال الجيش الأردني الذين جسدوا وحدة الدم والمصير ولن ننسى الصمود الأسطوري للمقاومه الفلسطينيه لمدة اثنين وثمانين يوما في بيروت ونعود إلى الوراء لنستذكر ثورة عام 1936م وكيف استنجدت بريطانيا بملك السعودية عبدالعزيز آل سعود كي يتدخل من أجل وقف الثوره- ثورة القسام ، فأعطاهم تطمينات الخديعة ، ثم نستذكر الشهيد عبدالقادر الحسيني الذي طلب السلاح من قادة اللجنة العسكرية العليا لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين للإستمرار والإستبسال في القتال ، فما وجد منهم إلا الخذلان وطالبوه بعدم الذهاب إلى القسطل وأن لا يفتعل تصرفات فردية ، فأجابهم : " إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين " .

إن الفلسطيني منذ البدايات وهو في جهاد من أجل إستعادة حقه السليب لكنه دائما كان يواجه بخذلان أمته وقياداتها ، ولكن كل هذا لم يفُتَّ من عضده وعزيمته ، وتوالت المواجهات مع هؤلاء الصهاينه بحروب وانتفاضات متوالية أثبتت للقاصي والداني أن أبناء فلسطين هم شعب الجبارين ولو كان لهم كيانهم وقرارهم السياسي المستقل لما ضاعت فلسطين ويأتي عام 2021 وتحديدا تاريخ 11 ايار ليكتب تاريخاً جديداً لفلسطين تاريخ عزٍ وفخار خطهُ سيف القدس ليشع هذا السيف ويرتفع عالياً نصرة لصرخات المرابطين في المسجد الأقصى ولأبناء حي الشيخ جراح ولتهب الضفة وأبناء فلسطين المحتله عام 1948م كلهم ليجسدوا وحدة الدم الفلسطيني ووحدة المصير والهدف ، وبهذا النصر المؤزر أثبت للعالم أن فلسطين هي أيقونة النضال وهي البوصلة التي بدونها لن يستقر العالم أجمع ورسالة إلى الإمبريالية الأمريكية إن ما تقدموه لكيانكم المسخ لن يكون له أي قيمة أمام سيف الحق الفلسطيني فلا صفقات قرنكم ولا مؤتمراتكم ومؤامراتكم تستطيع أن تقف أمام بركان الغضب الفلسطيني ، ورسالةٌ أخرى إلى المطبعين والمتصهينين إنه لن ينالكم من تواطئكم مع الصهاينه وخيانتكم لعروبتكم ودينكم إلا المزيد من الذل والعار والهوان ولن يكون مصيركم إلا مزابل التاريخ 
سيف القدس هو سيف الحق الذي أعاد إلى فلسطين توهجها وألقها ، وهذا السيف كشف للعالم وجه الصهيونية الحقيقي الذي كان الكثير مخدوعين به 
إن العدو الصهيوني لا يعرف إلا لغة القوة ولغة البندقية والسيف والصاروخ الذي هز أركان دولتهم المصطنعه وكسر اسطورة جيشهم الذي يتغنون به إنه لا يُقهر ، فكانوا يفرون مذعورين هم وقطعان المستوطنين ليختبئوا في الملاجئ ، ونقول لهم أخرجوا من أرضنا وسمائنا وبحرنا فلن تجدوا هنا إلا الموت مُلاقيكم ، فنحن أبناء فلسطين أبناء ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبي جهاد ( خليل الوزير) وعبدالعزيز الرنتيسي ، نحن شعب الجبارين ، فلا مكان لكم في أرضنا ففلسطين لنا من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقوره إلى أم الرشراش ، فعودوا إلى أوطانكم وإلا ستعودوا محملين بنعوشكم ، لأن أرض فلسطين لن تقبل أن تُدنس بجثامينكم النتنة .

لقد حانت ساعة النصر وأزفت ساعة التحرير لنخرج من ذل الإنكسار الذي فُرِض علينا إلى فخر العزة والإنتصار الذي صنعته صواريخ المقاومة الباسلة من أبناء القسام وسرايا القدس وكل أبطال المقاومة الفلسطينية 
فيا أيها الأبطال لا تعيدوا السيف إلى غمده وأبقوا صواريخكم مشرعة وأصابعكم على زناد البنادق فالنصر قريب بسواعدكم الطاهره قال تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب ) ، (والله يؤيد بنصره من يشاء) ،( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره بإذن الله، والله مع الصابرين ) 
وقال تعالى أيضا : ( يا أيها النبي حرِّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا الفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون )  

صخر محمد حسين العزه 
عمان – الأردن 
5/6/2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات