القائمة الرئيسية

الصفحات

زهر الاكاسيا


زهر الاكاسيا

أحمد ابو حميدة 
في ذاك الجيل بين الخمسينات والستينات من القرن الماضي نأكل زهر الأكاسيا، ونصطاد العصافير بالفخ، ونربط الزيز برجله بخيط ليطير أمامنا ، منه بلا لون ومنه بألوان براقه .والطرقات موحلة في فصل الشتاء.والاحذية اكل عليها الزمن وشرب، حتى حقيبة المدرسة صنعت من الالبسة البالية (شراطيط)وإنما الأمهات وأولياء الامور ليس لديهم مال ولا بديل عن ذلك .

 وبعد الانصراف من  المدرسة وبسبب الحاجة الماسة للمال والمساعدة في مصاريف البيت، كنا نبيع الصحف التي كانت تصدر في ذاك اليوم عند المساء او الصباح  ،ونبيع بوظه وكلاسية في باصات الهوب هوب ،  نبيع البلوظه... نبيع الزبداني ، نبيع الذره الصفراء بعد سلقها،  وعلوك الشكلس والمعمول بعجوة مصدرها بيت البيطار .

رغم أن الانارة كانت على ضؤ الكاز  والحصول على مياه الشرب تحتاج الى معاناة للحصول على بعضها كانت تحمل على رؤوس النساء من محطة الحافظ على طريق الشام ، حيث لاتوجد في ذاك الزمان البنية التحتية الضرورية لأي مجتمع او تجمع بشري ومخيم.

وعند الاستحمام نحاول أن نستحم بين النقاط شديدة البرودة  المتساقطة من سقف الغرفة
او نهرب الى حمام المخيم الجماعي عند ام احمد عزرين والذي كان يستعمل للأحياء والاموات 
حيث كان يستخدم قديما قبل لجؤنا من فلسطين للجيش الفرنسي الذي استعمر سوريا حتى تاريخ 17/نيسان 1946م.

ومنا من يساعد والده في المحل ،مقهى، حلاق ، خضرجي،  أحذية،  مكتبة ، سمان ، مطعم ، او في عمله 
خياط ،مبلط ،حداد ،نجار ،دهان .طيان.ميكانيكي،
فران،بناء.
أي  أنه جيل منتج من صغره تعلم وعمل

وبعد هذا الجهد والتعب والصبر الذي كابدوه، عملوا معلمين في المدارس والمعاهد والجامعات  وعمال فنيين في بناء المصانع والشركات ، ومهندسين ، واطباء،  وممرضين 
وتجار ، ومتعهدين ورجال أعمال .
وشاركوا في المعتركات  السياسية بكافة  الوانها والعمل الوطني بكافة صنوفها.

 إلا أن الحياة لاتتوقف فهي تتطور وتتقدم  وهذا لايضير الأجيال الجديدة في شيء ، علينا أن نفهمهم ونقدرهم ونتماشى معهم بمزيد من الحذر لأنهم في كثير من الأحيان هم أكثر معرفة منا بالتقنية الألكترونية .

وكل مرحلة لها سلبياتها وإيجابياتها..فعلى ربان المنزل أن يقود السفينة إلى بر الأمان والأجتهاد بحرفية وبمزيد من الحذر وخاصة أن طفل هذه الأيام تنمو أفكاره على البرامج والحركات التي تنشر في اليوتيوب بكل جمالياتها وموسيقاها ولغتها المتقنه وألوانها الجذابة يشاهدها الطفل ويندمج معها لما فيها من تقنيات التأليف والإخراج والنشر .

والأهم أن الأب والأم متعلمين حاليا ويقومون بواجبهم  خير قيام فترى أولادهم حتى احفادهم يحصلون على أعلى العلامات والدرجات .

إذا الإنسان ابن واقعه وبيئته ومجتمعه،  ولا يمكنه أن يتقمص غير ذلك.. إلا على خشبة المسرح ، وهذه المساحة تثير اهتمامك
 ( ايها الغريب )
وخاصة في العالم الحر حيث لا قيود او رقابة على الفكر والابداع والعطاء ، وما عليك الا ان تحاول التحليق عاليا كما تشاء .

احمد ابو حميدة
المانيا/غوسلار
Ahmad Abo Hamida
Danziger Straße 5
Goslar
NiederSachsen
Deutschland
dd.25/ 07/2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات