إن الدين عند الله الإسلام: بقلم صخر محمد العزة
إنَّ الدين عند الله الإسلام
صخر محمد العزة
الإنسان عندما يأتي إلى هذه الحياة يكون عبارة عن كتابٍ فارغٌ صفحاته بيضاء ناصعة حسبما فطره الله ، ولكن ينشأ حسب تنشأة آبائه له فإما يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبي هريرة – رواه البُخاري : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يُهودانهُ أو يُنصرانهُ أو يُمجسانه ، كما تنتج البهيمة-بهيمة جمعاء ، هل تُحسون فيها من جدعاء ) قال تعالى في سورة الروم - الآية ٣٠ : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } وحسب قول إبن القيم يقول : ( إنَّ الفطرة الإنسانية مقتضية لقبول الإسلام لأنه دينُ الحق الموافق للفطرة السليمة والعقول المستقيمة ولكن هنا تعود تعبئة صفحات حياة الإنسان عبر مراحلها وحسب ما تفرضه نفسه وطواعيتها للمؤثرات الخارجية عليها وقبول الخير أو الشر ، ويكون قبوله للحق وللخير إذا لم تؤثر عليه شياطين الإنس والجن ، فإما أن تكون نفسه أمارةٌ بالسوء وترشده إلى المعصية والضلال فتكون مسيرة حياته شقاء وعناء ، ويكون مصيره في النهاية إلى جهنم ، وإما تكون أمَّارةٍ بالخير والصلاح ويؤدي ذلك إلى سعادته في الدُنيا والآخرة ومصيره الجنة ، والله عزَّ وجل منحه العقل للتفكير واختيار الأفضل فإما خيرٌ وإما شرٌ ، قال تعالى في سورة البلد – الآية 10 : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } وقال أيضاً في سورة الإنسان – الآية 3 : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } ومن أجل ذلك أرسل الله الرُسُل والأنبياء إلى البشر من أجل هدايتهم وتوجيههم إلى عبادة الله وإلى الطريق القويم وإلى الهداية والفلاح في الدنيا ، وتوالت الرسالات السماوية وجاء كُلُّ نبيٍّ إلى قومه هادياً ومصلحاً لهم ، ولكن أبى الكثير من هذه الأقوام إلا الكفر والجحود والضلال وتنكرهم لأنبيائهم وما حملوه من رسالات لهدايتهم بل ساموهم العذاب ومنهم من قتلوا أنبياءهم ، فسلَّطَ الله عليهم العقاب الشديد ، وأزالهم عن الأرض كقوم لوط وعادٍ وثمود وأصحاب الرس ، وبعد ذلك أرسل الله سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون خاتماً للأنبياء والرُسُل ويكون للناس كافةً ، وللجن أيضاً وحاملاً رسالة الإسلام التي نادى بها جميع الأنبياء الذين سبقوه ، ويأتي القرآن ناسخاً وجابّاً ما قبله من شرائع ، وقد أوضح الله ذلك للبشر جميعاً في الآيات الكريمة التالية :
1 - قال تعالى في سورة سبأ – الآية 28 : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }
2 - قال تعالى في سورة الأعراف – الآية 158: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } .
3 - قال تعالى في سورة الأحزاب – الآية 20 : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }.
فهذه الآيات الكريمة توضح للبشرية الجمعاء إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى لهم جميعاً وعليهم اتباعه ، ومن لم يؤمن به إن كان يهودياً أو نصرانياً أو هندوسياً أو بوذياً ، أو أي معتقد دنيوي فهم من أهل النار ومن الكفار ، وقد أتى القرآن كما قلت سابقاً ناسخاً ويجُبُّ ما قبله وتحديداً ( التوراة والإنجيل ) لأنه لحقهما التحريف والتبديل والزيادة والنقصان ، وقد قال تعالى عن ذلك في سورة المائدة – الاية 13 : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } وقال في سورة آل عمران – الآية 78 : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ولهذا ما ثبت أنه بقي صحيحٌ في كتبهم تم نسخه في القرآن وما سواه فهو محرف أو مبدل ، وقد رويَ عن أحمد والبخاري وغيرهما : أنَّ رسول الله غضب حين رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه صحيفة من التوراة فقال له : ( أفي شكٌّ أنت يا ابن الخطاب ؟! ألم آتِ به نقية ؟ لو كان اخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ) .
مما سبق ذكره أود أن أنوه أن الدين الإسلامي هو دينُ يُسرٍ وليس دين عُسر ، وقد نزل القُرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تدريجياً ، حتى يسهُل نقله وتعليمه للبشر ، ولم يأت الدين بالشدة والإكراه بل اعتمد على العقل والمنطق وأن على الإنسان أن يتفكر في كل شيء حوله ، لأن الحلال من الحرام بيِّن والشر من الخير بيِّن ، والضلال من الهدى واضحٌ وجلي ، وقد قال تعالى في سورة البقرة – الآية 256 : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } .
بناءاً على ما سبق ذكره ، فأقول إن الدين عند الله الإسلام فهو الدين الأوحد ورسالة الله للبشرية منذ الخليقة نقلها لهم عبر أنبياءه ورُسُله ، وكان خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال الله عزَّ وجلْ في سورة آل عمران – الآية 85 : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
وتأكيداً على ذلك فقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على أن الشرائع السابقة كلها كانت تحملة رسالة الإسلام، منها قوله تعالى في سورة البقرة – الآية 133: { أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا واحَدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
وعليه.. فإن اليهودية والنصرانية في أصلهما قبل دخول التحريف والتبديل عليهما كانت الديانة فيها هي الإسلام وقال تعالى في سورة المائدة – الآية 111 في معرض الثناء على الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَاريِينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدُوا بَأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} ولكن الإسلام بالمعنى الخاص يختص بما بُعِث به النبي صلى الله عليه وسلم فصار من اتبعه مسلمًا، ومن خالفه ليس بمسلم؛ لأنه لم يستسلم لله، بل استسلم لهواه، فاليهود مسلمون في زمن موسى عليه السلام، والنصارى مسلمون في زمن عيسى عليه السلام، وأما بعد أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين، لأن القرآن الكريم كما ذكرت في بداية مقالي أتى ناسخاً وجبَّ ما قبله من شرائع ومنها التوراة والإنجيل .
وقد وردت آيات كثيرة تؤكد أن الرُسل الذين سبقوا سيدنا محمد أتوا بالإسلام منذ آدم عليه السلام ونهاية بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأذكر بعض هذه الآيات التي تؤكد أن الرُسُل أتوا بالإسلام مرتبطة بأسماء الرُسل وهي كالآتي :
أولاً : نوح عليه السلام ، قال تعالى في سورة يونس – الآيات 71- 72 : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ(71)فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72)}.
ثانياً : إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، قال تعالى في سورة البقرة – الايات 127-128: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) }.
ثالثاً :يعقوب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق عليهم السلام ، قال تعالى في سورة البقرة – الآيات 132-133 : { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132)أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133) }.
رابعاً : موسى عليه السلام ، قال تعالى في سورة يونس – الآية 84 : { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }.
خامساً : عيسى عليه السلام ، قال تعالى في سورة آل عمران – الآية 52 : { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .
سادساً : سُليمان عليه السلام ، قال تعالى في سورة النمل – الآيات 30-31 : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(30)أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31) } .
سابعاً : محمد صلى الله عليه وسلَّم ، قال تعالى في سورة آل عمران – الآية 19 : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } وقال أيضاً في الآية 85 من نفس السورة : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
ثامناً : الجن المؤمن ، لأن الرسول عليه السلام أتى أيضاً هادياً للجن ، قال تعالى في سورة الجن – الايات 14-15: { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(14)وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا(15) }
وختاماً أقول أنَّ الحكمة في كون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء أنه أرسل لجميع الثقلين الإنس والجن، وكانت الرسل قبله يبعثون إلى قومهم خاصة، فوجب أن يكون من أرسل إلى الناس عامة آخراً لا أول ؛ ولأن شريعته هي أكمل الشرائع، والتي نسخ الله بها شرائع من قبله من الأنبياء، فوجب أن تكون الشريعة المهيمن كتابها على الكتب كلها ، والتي أظهرها الله على الدين كله آخر الشرائع لا أولها ، وهناك بعض الذين يئولون ويفسرون بعض الآيات حسب أهوائهم ، وذلك بما يخص الآية الكريمة رقم (6) من سورة الكافرون :{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } وهي ليس بالمعنى الذي يفهمونه أنكم أنتم أحرارٌ بدينكم على أنه دين ، فهم ركزوا على الجزء ونسوا الكل ، أي السورة ، فالسورة هي موجهة للكفار بشكل عام ، وهي تعلن البراءة من الشرك وأهله ، قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1)لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2)وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(3)وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ(4)وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(5)لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(6)
ففي هذه السورة الكريمة مفاصلة بين الشرك والإيمان ، وإعلان براءة منهم ، وقوله ( لكم دينكم ولي دين ) تعني أي لكم دينكم الذي تعتقدونه من الكفر ، ولي ديني الذي أعتقده من الإسلام ، ولكم بذلك جزاء عملكم ولي جزاء عملي ، وكفى به ثواباً وأجراً ، وهي سورة شاملة وجامعة لكل كافر على وجه الأرض وبريئة منه ومن أفعاله ، وتعلن أن لكم شرككم ولي توحيدي ، فالحلال بين والحرام بين .
وأختم مقالي بأن أقول أنَّ الإسلام هو الدين الخاتم الذي كُتب له البقاء ، وارتضاه الله للبشرية جمعاء من لدُنِ آدم ، إلى قيام الساعة ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال تعالى في سورة المائدة – الآية 3 : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
20 / 7 / 2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق