القائمة الرئيسية

الصفحات

تراتيل لعشق بين ضرامين

تراتيل لعشق بين ضرامين


تراتيل لعشق بين ضرامين 

تراتيل لعشق بين ضرامين .
د. محمد جقاوة 

لا أكتبُ المــدحَ إرضاءً لسلطان
و لا أجـــامل بالأشعار أزمــــاني

فــــــما أرى غير أقــــزامِِ تحرّكها
ريح العـمالة فـي أحشاء أوطاني

باعــــــوا عــروبتنا بالدّونِ ضارعة
و مــــا ثنتهمْ عن الإجرام أحزاني

هـذا الشتاتُ نصالُُ في خواصرنا
نخبَ الهزائم تحسو نزفنا القاني

و ما أفقنا نخـــــــال الصّرّ يجرفنَا
أنسامَ صيفِِ هوتْ تقبيل أفنان

يا عاشقًا وحدة العربان تنشدها
قد أعدموها فما تُصغي لولهان

أنا العــــروبة أشـــــــــلاءُُ ممزّقةُُ
قومي الهباءُ وعهرُ العصرِ أرداني

كلّــــــي جـروحُُ تبيتُ الليل نازفةً
تضخّ سقْما على إيقاع أشجاني

خان الدعــــــاةُ لدين اللـه ملّتهُمْ
كـــم يسفكون دما إفتاءَ شيطان

المشعلون ضرامَ الحربِ من سفهِِ
والبائعون هــوى الأقصى بأثمان

الدّينُ صلحُُ و لَــمُّ الصّف ذروتُهُ
و الحبّ غايتُهُ الأســمى ببرهان

أنا العـــروبةُ في أسمالِ بائسةِِ
أنّى التفتُ سدوفُ الذّل تغشاني

والفارس الشّهم هذا الغيبُ يحجبه
طال انتظاري وعذبُ الحلم أضناني

كالشمس ينشرُ نــورُ الحقّ مبتسمًا
طارتْ بـــه مهــرةُُ تزري بضمران

أنسابُه طَهرتْ مـــــن كـلِّ شائبة
ليثُ العــــــروبة موصولُُ بعدنان

نجـــــلُ الحسين بكلّ النّبل متّصفُُ
حبّي حسينًا وربّ الناس عنـــــواني

زهــراءُ ردّي عسى الأوصاب تفلتني
و يفلتُ الضّــرّ أحشائي و وجداني

عينـــــــــاك مملكةُُ بالحبّ طافحةُُ
الشّعرُ ألـويتي و الزّهــــر تيجاني

والعرش حُسْنُُ قوافي الشعر ترفعه
ما مثلُ عـــرشك يا زهــــراءُ أغواني

للعرْبِ عشقي وهمْ بشري ومحزنتي
أنا المشــوق و صرمُ الحبلِ أضناني

لو كنتُ من أمَّ هــــــــذا الجيلَ أنقذُهُ
هدي الرّسولِ سَنَا قفري و عمراني

أقــدّسُ العــدل بين النّــاس أنشره
و أقـهر الظّلـم مزهــــــوّا بقـــرآني

و الكادحون عــمادُ الأرض أرفعهُمْ
هـــــــم النُّجومُ بهـــمْ يختالُ ميداني

نبلاً أصــــافي من الأعوانِ أصدقهمْ
فالصّدقُ ركـــــْزُُ بهِ وثّقْتُ إيمـــاني

مــا غيرُ ما يرهبُ الأعــداءَ يشغلني
نيلُ السّلامةِ مـرهــــــــون بنيــراني

قلبي الرّحيـم .. فكلُّ الناس أُكْرِمُهُمْ
والطّير تهنأ فـــــي أفقي و شطـآني

إلاّ المحـــارب .. لا قـــــرّتْ مضاربُهُ
أنا القضاءُ وأهـــــلُ الشّر خصياني
.
زهــــــــراءُ ردّي فهذا الليل يقتلني
بؤسًا و ذي وحـدتي الصماء تنعاني 
د. محمد جقاوة

بمقلتيك متيم انا 

منقحة في: 29/08/2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات