القائمة الرئيسية

الصفحات

الأقصى بين المطرقة والسندان

الأقصى بين المطرقة والسندان

الأقصى بين المطرقة والسندان

الأقصى بين المطرقة والسندان
العالم الجليل /صخر محمد العزة  

سؤالٌ بل تساؤلات تطرحُ نفسها في ذهن كُلِّ عربيٍّ ومسلم، فمتى ستشرق شمس الحرية على جنة الله على الأرض وبوابة السماء على أرض فلسطين أرض الأنبياء والصحابة، وأرض الشهداء ؟
أما آن لهذا الشعب العظيم أن يستريح وينال حريته؟
ومتى ستنقشع غياهب الظلام التي تعمُّ أمتنا العربية وتخرج من سوادها الحالك إلى عالم النور والضياء؟ ومتى يعودوا إلى أمجاد أجدادهم التليدة ، ويخرجوا من بئر الذُلِّ والهوان إلى قِمم العِزَّةِ والشرف والإباء؟ ومتى سنرى قائداً تجتمعُ عليه الأمة ليوحدها ويقودها إلى النصر كصلاح الدين الأيوبي أو سيف الدين قطز أو الظاهر بيبرس، أو كالخليفة العادل عمر بن الخطاب؟ فما طريق النصر وطريق الرشاد والنجاح إلا بتوحدنا وعودتنا إلى ديننا الذي به سُدنا العالم وها هو الأقصى  يئنُّ ويستصرخكم فهل من مُلبٍّ للنداء ؟!!
لقد مضى على احتلال فلسطين أربعةٌ وسبعون عاماً منذ عام النكبة سنة ١٩٤٨م، وأمتنا وهي على ما هي عليه من وهنٍ إلى وهنٍ أكثر، وفي ضعف وهوان ، ويزداد الوضع مهانة وذلاً من عامٍ لآخر مع المزيد من التفكك والتشرذم والتناحر ، وكل ذلك جعل الصهاينة يزدادون تغولاً وصلفاً على الشعب الفلسطيني الذي لم يجد من  إخوته في الدم وفي العروبة والإسلام إلا التخاذل والجحود، وما نراه في الوقت الحاضر من الهجمة الصهيونية على أبناء فلسطين من قتلٍ وتدمير واعتقالات، بالإضافة للإنتهاكات المتزايدة للمسجد الأقصى الشريف، وما هي إلا بالونات اختبار تمهيداً لتنفيذ مخططاتهم بهدم الأقصى وبناء الهيكل وتهويد القدس كلها ، وقد ازدادت وتيرة هذه الانتهاكات بعد اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية التي لا تستطيع أن تتخذ أي قرار دون العودة لسلطة الإحتلال، وعدا عن ذلك لن ننسى اتفاقيات التطبيع المشينة مع العدو الصهيوني، والتي يندى لها الجبين، عدا أيضاً عن التصريحات لبعض الضالين الذين يسمون أنفسهم إعلاميين أو صحفيين وبعض من يدعون أنهم علماء بالتشكيك في موقع الأقصى وحتى بواقعة الإسراء والمعراج، كل ذلك جعل الصهاينة يزدادون تمادياً في غيّهم، فالأقصى مضى على احتلاله خمسةٌ وخمسون عاماً منذ عام النكسة سنة ١٩٦٧م وهو يتعرض للإنتهاكات وكان أخطرها إحراقه في عام ١٩٦٧م ، وقد توقعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير حينها، أنه لن يطلع الصباح على دولة إسرائيل مقابل فعلتهم الشنعاء، ولكن عندما أصبح الصباح، ولم ترَ أيُّ ردة فعل فقالت إنها أدركت أن هذه الأمة أمةً نائمة، وإنهم لو هدموا الأقصى فلن يجدوا من يحرك ساكناً، ولهذا إزدادوا عدوانية وصلفاً وأوغلوا في دماء الشعب الفلسطيني قتلاً وتدميراً وتشريداً . 

بعض الإنتهاكات التي تعرض لها الأقصى

وأود الآن أن أذكر بعض الإنتهاكات الخطيرة للأقصى منذ احتلاله عام ١٩٦٧م وحتى الآن حسب تقارير وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا ) ومركز وادي حلوة وهي كالآتي :

أولاً: بتاريخ 7 حزيران من عام 1967م في ثالث يوم من بداية حرب النكسة دخل الجنرال الإسرائيلي خابي وجنوده الأقصى ورفعوا العلم الإسرائيلي ، وحرقوا المصاحف ومنعوا المصلين من الصلاة وصادروا مفاتيح المسجد الأقصى.

ثانياً: في 21 آب عام 1969م قام الإسترالي الصهيوني دينيس روهن بإشعال النيران في المسجد القبلي ، حيث دمر الحريق معالم كثيرة فيه .

ثالثاً: في 28 آب عام 1981 إكتشاف نفق يمتد أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البُراق.

رابعاً : في 11 نيسان عام 1982م : جندي صهيوني ( هاري جولدمان ) أطلق النار بشكل عشوائي داخل المسجد الأقصى مما أدى إلى استشهاد إثنين وجرح ستون آخرين 
خامساً: في 25 تموز عام 1982 إعتقال احد ناشطي حركة كاخ ( يوئيل ليرنر ) بعد تخطيطه لنسف المسجد الأقصى
سادساً: في عام  1984 أعلن عن كشف خلية سرية في سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي كانت تخطط لقصف المسجد الأقصى من الجو.
 
سابعاً: في 8 تشرين أول عام 1990م : إرتكب الصهاينة مذبحة الأقصى ألاولى حيثُ هاجم متطرفون من جماعة أمناء جبل الهيكل يقودهم غوش سلمون بإطلاق النار على المصلين بعد أن حاولوا منعهم من إقامة حجر الأساس لبناء ما يسمى الهيكل الثالث، فاستشهد واحد وعشرون مصلياً وأصيب مائة وخمسون واعتُقل  مائتين وسبعين آخرين .

ثامناً: في 23 أيلول عام 1996م إرتكب الصهاينة مذبحة الأقصى الثانية ( إنتفاضة النفق ) : حدثت هذه المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي حيث وقعت إشتباكات عنيفة في كافة أرجاء فلسطين ، وقد أسفرت هذه المواجهات إلى إستشهاد 51 فلسطينياً و 300 إصابة ومن جنود الصهاينة مقتل 15 جندي و 300 أصابة واستمرت ثلاثة ايام .

تاسعاً: في 31 آب عام 1997م : الكشف عن مخططات إسرائيلية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد القصى وتوسيع حائط البراق.

عاشراً: في 28 أيلول  عام 2000م إقتحم أرئيل شارون ساحات المسج الأقصى التي كانت سبباً في إندلاع إنتفاضة الأقصى الثانية، وتجوّل شارون في ساحات المسجد، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا . 

الحادي عشر : في 18 نيسان عام 2001م : إقامة متحف يهودي قرب المسجد الأقصى .

الثاني عشر : في 9 أيلول عام 2004: ممناحيم فرومان (مستوطنة تكواع ) يقيم حفل زواج لإبنه داخل المسجد الأقصى تخلله شرب الخمور والنبيذ .

الثالث عشر : في 24 نيسان عام 2005م :شرطة الإحتلال تنشر تفاصيل خطة تتضمن تركيب أجهزة إستشعار للحركة وكاميرات حول الأقصى، وفي نفس الشهر يطلب الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف السماح لليهود الدخول للأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل .

الرابع عشر : في 8 شباط 2006 : وزارة التربية الإسرائيلية التابعة للوكالة اليهودية توزع آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس وضعت فيها صورة لمجسم الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة .

الخامس عشر: في 12 تشرين أول عام 2008م : يفتتح الإحتلال كنيساً يهودياً بأرض وقفية على بعد 50م من الأقصى. 

السادس عشر : في 20 شباط عام 2009م  مستوطن مسلح يحاول إقتحام المسجد الأقصى من أسطح المنازل المجاورة.

السابع عشر : في 15 آذار 2010م : إفتتاح كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى وهو الأكبر في البلدة القديمة مع المزيد من الإقتحامات .

الثامن عشر: 3 نيسان عام 2010م : يعلن الإحتلال عن مخطط لبناء كنيس كبير يدعى ( فخر إسرائيل ) على بعد 200م فقط من المسجد الأقصى .

التاسع عشر: 25 أيار عام 2010م : سمحت شرطة الإحتلال ولأول مرة لأحد حاخامات الحريديم بأداء طقوس صلاة يهودية كاملة والسجود سجوداً تاماً تجاه قبة الصخرة خلال النهار .

العشرون: 9 كانون الأول عام 2013م : الكشف عن كنيس يهودي للنساء وحفريات جديدة أسفل باب السلسلة المؤدي إلى الأقصى .

الحادي والعشرون: بلغ عدد الحفريات في عام 2016 في المسجد الأقصى وفي جهاته الأربعة ثلاثٌ وستون حفرية حسب تقرير مؤسسة القدس الدولية .

الثاني والعشرون: في عام 2017 تزايد الإقتحامات والإغلاقات للمسجد الأقصى مع منع إقامة الصلاة ، ونصب بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى والتي رفض الفلسطينيون الدخول إلى المسجد من خِلالها .

الثالث والعشرون: 1 أيار عام 2018م : إنتهاك حرمة مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار الأقصى الشرقي وذلك تمهيداً لبناء حديقة وهمية تحت إسم حديقة وطنية وهدفها تهويدي، وذلك فوق قبور عدد من الأئمة والسلاطين ومدافن عائلات جُلها من سلوان، وكذلك تضم رُفات عدد من الصحابة أبرزهم شداد بن الأوس وعبادة بن الصامت .

الرابع والعشرون: في 9 أيار 2018م : السماح لفتيات يهوديات بدخول المسجد بفستان الإحتفال ( بات متزافا ) وهذا يُرتدى إحتفاءاً بعيد التكليف، وهو نفس فستان الزفاف الذي ترتديه عرائسهم ، وسمحت كذلك في هذا العام لليهود بالصراخ داخل المسجد الأقصى بعبارة ( شعب إسرائيل ) كما هو مسموح للمصلين المسلمين بالتكبير وهذا كان بناءاً على إلتماس من المستوطن الإرهابي إيتمار بن جفير .

الخامس والعشرون : في 10 أيار من عام 2021م: قامت القوات الإسرائيلية بإغلاق باب العامود بناءاً على قرار من الحكومة الإسرائيلية واقتحام المسجد الأقصى والإعتداء على المصلين، وعدا ذلك الإعتداء على أهالي حي الشيخ جراح ومحاولة إخراجهم من منازلهم بناءاً على قرار إخلاء من المحكمة الإسرائيلية، وقد أدى ذلك إلى إندلاع المواجهات في كل أنحاء فلسطين ونشوب معركة سيف القدس التي دكت فيها صواريخ المقاومة الفلسطينية المدن الإسرائيلية وقد استمرت المعركة حتى 21 أيار من نفس العام وقد استشهد من جراء ذلك ما يزيد عن مائتي فلسطيني ومقتل أكثر من ثلاثة عشر إسرائيلياً، وفي هذا العام أيضاً كانت تقوم  جماعات الهيكل المتطرفة بكافة العبادات التوراتية دون أن تواجه بأي ردع وقد نفذت العديد من الإقتحامات، وفي شهر تموز قاموا بقطع أسلاك مكبرات الصوت وقد قامت جماعات في شهر أيلول من نفس العام بالنفخ في البوق وهو من الطقوس التوراتية مع إدخال سعف النخيل، ورفع أعلام الإحتلال، وقد تم توثيق الإقتحامات في عام 2021 من بدايته وحتى نهايته حيثُ بلغت 34562 إقتحام .

السادس والعشرون: في كانون ثاني من عام 2022م : أنشأت جماعات الهيكل مجموعات مستعربين متنكرين بملابس إسلامية للدخول بين المصلين وأداء طقوس تلمودية، ومحاولاتهم لتغيير الأمر الواقع في الأقصى ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانياً .

 السابع والعشرون: كذلك لن ننسى أيضاً أن المقدسات المسيحية لم تسلم منهم فقد أُغلقت كنيسة القيامة في شهر شباط لمدة ثلاثة أيام ( 5،6،7 ) بقرار من بطاركة ورؤساء الكنائس إحتجاجاً على خطوات بلدية القدس لفرض جباية ضريبة المسقفات ( الأرنونا ) على العقارات التابعة للكنائس 
بعد كل ذلك أقول أن الأقصى واقعٌ بين المطرقة والسندان بين عدوان الصهاينة المشين، وخذلان أمته المهين . فهل نسيتم أم تناسيتم أن المسجد الأقصى هو ثالث الحرمين الشريفين، وأنه أولى القبلتين؟ 
وهل نسيتم أم تناسيتم أنه أُسري برسول الله من الحرم المكي إليه ، ليعرج منه إلى السماء؟ وهل نسيتم أم تناسيتم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد صلى إماماً في الأنبياء في هذا المسجد المبارك؟ وكذلك لن ننسى أن الصلوات الخمس فُرضت فيه، هل نسيتم قول الله تعالى في سورة الإسراء - الآية ١ { سُبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، لنُريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير } ؟ 
أم نسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ) ؟ .

يا أيها العرب ويا أيها المسلمون - يا أُمة المليار ونصف المليار مسلم – أما آن لكم أن تتحركوا؟!!، أم أنكم  كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -إذ كُثرتكم كغُثاءالسيل ؟!! هل نسيتم أن قضية فلسطين لا تخُص الفلسطينيين وحدهم ولا الأمة العربية وحدها فهي قضية كل من قال لا إله إلا الله ومحمدٌ رسول، فهي قضية عربية وإسلامية فهي أرض الإسراء والمعراج وأرض المقدسات وأرض الأنبياء وقد شرّفها وكرّمها الله بذلك، ولهذا فهي تخُصُّ كل مسلمٍ على وجه الأرض . 

إن فلسطين هي الدولة الوحيدة في العالم لا تزال محتلة من احتلال بغيض تاريخه مُشبعٌّ بالدم والقتل والتدمير، وهم أعداء الأمس واليوم والغد، وهم أحفاد بني قُريضة والنضير وقينقاع، وهم قتلة الأنبياء، وقد حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بدسِّ السُم له في طعامه، فمتى تعي أُمتنا أنَّ هؤلاء أمة ضلالٍ وكيدٍ وغدر، وما تعاظمت قوتهم إلا بضعفنا وهواننا، وزادت أطماعهم وتفاقمت بذلك، وازدادوا إستخفافاً بالعرب والمسلمين وبمقدساتنا، فهؤلاء لا يعرفون لغة السلام، فسلامهم يعني إستسلامنا واستلاب أرضنا وتشريد أهلنا والعبث باقتصادنا ومقدراتنا، وإلغاء كرامتنا وانتقاص سيادتنا، ومخططاتهم تسير لأقامة دولتهم الكبرى وعاصمتها القدس، ويطمعون بهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أساسه، فأين نحن من ذلك؟ وماذا لكم بعد الأقصى؟!!! فهم يريدون إبادة وهدم دولة التوحيد والقرآن، وإقامة دولة التوراة والخلود على أنقاضها، فلا سلام مع قومٍ تاريخهم قبيح وسجلهم موشحٌ بالسواد .

ما نشاهده في فلسطين من مشاهد مرعبة من مجازر وقتل وتعذيب لأبناء الشعب الفلسطيني ولا يفرقون بين طفلٍ أو شيخٍ كبير، أو إمرأة، فهي حرب إبادة وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية، وممارسة الإرهاب على هذا الشعب، وهذا لن ينساه التاريخ، بل سيُسجل بمدادٍ قاتم تسطره دماء الشهداء الذين رويت الأرض بمسك دمائهم .
 
وختاماً أقول: فإلى متى الذل والمهانة والضعف والهزيمة والإستسلام؟ أما آن لهذا الهوان أن ينتهي، وللضعف والذُلِّ أن ينقضي ؟!!!! فهل تفيقُ أُمتنا من سُباتها ؟

ندائي إلى قادة أمتنا العربية والإسلامية - أن أدركوا فلسطين قبل أن تضيع ويضيع معها الأقصى، ووحدوا صفوفكم، واجمعوا كلمتكم، فكفانا تفرقةً وضياع، واعملوا على إنقاذ الأقصى قبل أن يُنفذوا مأربهم ويزيلونه، فكيف يطيبُ لنا العيش، ويهدأ لنا بال، ومقدساتنا تئنُّ، وقدسُنا تستنجد، وفلسطين تُنادي فهل من مُلبٍّ للنداء ؟!!!
ونعيد نداء أحد الذين كانوا مأسورين في القدس من الصليبيين فوجه رسالة إلى صلاح الدين الأيوبي بلسان المسجد الأقصى يستصرخه ليهُبَّ لنجدته فيقول :
يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس 
جاءت إليك ظُلامةً تسعى من البيت المقدَّسِ 
كُلِّ المساجدِ طُهِرت وأنا على شرفي أُدنَّسِ.

يا أبناء هذه الأمة العظيمة يا أحفاد خالد بن الوليد وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وكل عظماء الصحابة أقول أنه لا يًستردُّ مجدٌ، ولا يُطلب نصر إلا بالسير على خُطى سلف هذه الأمة، فلا يصلحُ أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلُحَ أوله، وأن التفريط في الثوابت، ودخول الضعف والوهن على أفراد هذه الأمة في عقيدتها وقيمها وأخلاقها وفضائلها سببٌ لحلول الهزائم في  الأمة والإنتكاسات في الشعوب والمجتمعات العربية  والإسلامية التي أصبحت مواقفها أكثر ضموراً ووهناً، ولا ترتقي إلى مستوى الأحداث والهجمات على الأقصى، ولن يتحرر الأقصى إلا بالقيام بما أمر الله به، ولن تُسترد المقدسات إلا برعاية العقيدة والشريعة والتحلي بمكارم الأخلاق التي حثّنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعودتنا إلى الله عزَّ وجلْ، وإلى هديِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيتحقق لنا النصر بإذن الله، قال تعالى في سورة محمد - الآية ٧ : { يا أيها الذين آمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }

صخر محمد حسين العزة 
عمان – الأردن
2/10/2022


المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات