من أصداء ذكرى المولد النبوي الشريف

صدى الجرح الكربلائي

يَا كَرْبَلاَءْ

يَاأيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

روحُ الإمامِ تَحومُ حولك في انتِشاءْ

وقوافلُ الشُّهداءِ بَعدهُ والدِّماءْ

شَهدتْ بأنَّ الحاكمَ العربيَّ بَاغٍ مُستبدْ

مهما تَورَّع واجتهدْ

بِهواهُ يَحكمُ ما يشاءْ

وكمَا يشاءْ

وعلى الرَّعِيّةِ أن تَخافْ

مَا ارتادتِ المرعى وسَامتْ كالخِرافْ

وعلى الرَّعيَّةِ أنْ تُطيعَ وتَستكينْ

وتُبارِكَ العرشَ المُؤلَّهَ مُنذُ آلافِ السِّنينْ

يَا كَرْبَلاَءْ

يَا أيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

قُتِلَ الحُسَينْ

وبِرأسِهِ عَبَثَتْ أيَادي العابثينْ

وعُبَيْدُ ماتْ

وعُبَيْدُ يُبعَثُ كلَّ حينْ

لِيُبيدَ أتباعَ الحُسينْ

والنَّاقمينَ على الطُّغاةْ

ويَظلُّ يَهتِفُ في الدِّماءِ دمُ الذَّبيحْ

هابيلَ في وطني الجريحْ

مُستنفِرًا هِممَ الأُباةْ

والنَّائِحينَ على الضَّريحْ

يَا كَرْبَلاَءْ

يَا أيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

المَوتُ يَنسل كلَّ حينٍ كالجرادْ

الموتُ يَنسلُ في الحَواضِرِوالقُرى..في كلِّ وادْ

قَابيلُ عادْ

واستيقظتْ في الأنْفُسِ الحَيرَى خَطيئتُه القديمةُ مِن سُباتْ

وضميرُهُ فيها تَخدَّرَ ثُمَّ ماتْ

عَينَاهُ مِرآتانِ للدَّم والرُّفاتْ

ويداهُ فَكَّا عَنكبوتٍ، والفَريسةُ في الشِّباكْ

يَا كَرْبَلاَءْ

يَا أيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

عَادتْ دَهاليزُ الزَّمانِ بنا إلى المَاضي العَتيقْ

ذُبْيَانُ تَندبُ:

يَا لَثَاراتِ الرِّجالْ

يَا وَيْلَ عَبسٍ في النِّزَالْ

والحربُ بينهما سِجالْ

ودِماؤنا لا تَرتَوي إلاَّ بِأمطارِ الدِّماءْ

مَنْ لِلثَّكالَى واليتامَى والأرامِلِ وَالعِيالْ

مَنْ لِلفَوَاجعِ والمَواجعِ والجراحْ

لا آهَ يُسْمَعُ لا صياحْ

" أحلامُنا وَزَنَتْ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ

وعَدَتْ جَهَالَتُنَا فِعالَ الجُهّلِ"..

يَا كَرْبَلاَءْ

يَا أيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

غَشِيَ الفَراغُ حياتَنَا

وغزَا الصَّقيعُ الأدْمِغَهْ

وتَشرْنَقَتْ أفكارُنَا 

فِي جُمجُماتِ  مُقفرهْ

لا شيءَ يُوقِظُ حِسَّنَا

لا عزْمَ،لا إيمانَ في هَذي القلوبِ المُفْرَغَهْ

سِيزِيفُ أَودَى في الحضيضِ بِصَخْرَتِهْ

خارَتْ قُواهُ،وصَوَّحَتْ زُهْرُ الفُروعِ بِحِكمتِهْ

سيزِيفُ فينا يَستَقيلْ

ويُحنِّطُ الآمالَ والحَزمَ الطَّويلْ

في هُوَّتِهْ

يَا كَرْبَلاَءْ

يَا أيُّها الجرحُ المُسافِرُ في الزَّمانِ بلا انتِهاءْ

آنَ الأوانُ لأِنْ نُدِيمَ لك  العَزَاءْ.

هندل الصالح  { 1993}

ــــــــــ

هامش:عبيد = هو عبيد الله بن زياد قائد جيش الأمويين من قِبل الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، قاد حملةً قَتل فيها الحسين بنَ علي بن أبي طالب وأباد أتباعه في مجزرة شنيعة،

ثم وضع رأسه بعد جزها في طست وعبث بها بواسطة قضيب في يده.

المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب