يَحْدُثُ الآنَ ... وبِلَا عُنْوَان
كَانَت سَاعَةُ الحَائِطِ التِي بِجَانِبِ رَسْمِ وَالِدَيْهِ ، المُعَلَقِ عَلَى الجِدَارِ المُقَابِلِ لِسَرِيْرِ عُزْلَتِهِ الذَي يَضْطَجِعُ عَلِيْهِ ، سَانِدَاً كَتِفَيْهِ لِلْأَعْلَى قَلِيْلَاً مِنْ جَذْعِهِ و أَطْرَافِهِ السُفَلى ، التي يَمِدُهَا بِاسْتِرخَاء لِيُرْحَهُمَا مِنْ ثِقَلِ الهِيموجلُبِيْن و بِلَازمَا دَمِهِ ، تُشِيْرُ إِلى الثَانِيَّةِ إِلَّا سَبْعِ دَقَائِقَ بَعْد مُنْتَصَفِ اللَّيْل ، يُشَارِكُهُ الصَمْتُ بِفَوضَى الأَسئِلَةِ التِي تَتَخَبَطُ بِهَا رَأسُه ، و مُزدَحِمَةً بِالكَثِيْرِ مِنَ أالأَفْكَارِ التِي تَشْغَل تَفْكِيْرَهُ مُرْغَمَاً .
مُضْنَى القَلْبِ و مُنْكَسِرَ الرُوحُ بَعْدَ أَن أَصْبَحَت إِنْسَانِيَتَهُ عِبْئَاً ، بَيُولُوجِيَاً عَلَى الأَقَل ، و مَا أَثْقَلَهَا الكِيْمْيَاءِ العُضْوِيَّةِ التِي يَتَرَكَبُ مِنْهَا جِهَازُهُ العَصَبِيِّ المَركِزِيِّ خَاصَة ، هُوَ لَا يَدْرِي لِمَاذَا أَحْيَانَاً يَتَوَجَبُ عَلَيْهِ أَن يَخُطَ الحُرُوفَ كَلَامَاً هِسْتِيْرِيَّاً مَعَ سَبْقِ الإِصْرَار ، رُبَّمَا لِأَنَهُ فَقَدَ الأَمَلَ بِقُدْرَتِهِ عَلى حُلُمٍ يَتَذَوَقُ فِيْهِ طَعْمَ الرَاحَةِ و الهُدُوء ، فَالحَيَاةُ تَتَراءَى أَمَامَهُ بِكُلِّ مَا فِيْهَا ضَائِعَةً ، تَسِيْلُ نَحْوَ هُوَةٍ مَجْهُوْلَةٍ و مُظْلِمَة ، يَكُوْنُ مُحَالَاً أَن يَتَفَجَرَ فِيْهَا الحُبُ الذِي نُرِيْد ، يَنْبُتُ بُرْعُمَاً عَلَى شُرْفَةِ الرُوح و يَتَنَوَرُ زَهْرَة ، بَعْدَ أَن اخْتَرَمَ المَوْتُ حَيَاتَنَا فِي كُلِّ الأَرْجَاء ، إِذّ أَنَّنَا لا نَعْرِفُ و لَم نُدْرِكُ بَعْد ، إِلى أَيْنَ تَأَخُذُنَا القَفْزَةُ العِمْلَاقَةُ ، السَرِيْعَةُ و المُتَسَارِعَةُ فِي وَعْيِّ دِمَاغِنَا البَشَرِي المُسَيْطِر ، و المُسَيْطَر .
كَُانَ قَدْ كَتَبَ سَابِقَاً : ( يَقُولُ الدِمَاغُ الفَارِسُ لِي أَنَّا الفَارِسُ المَطِيَّة ، لَنْ يُكْبَحْ جِمَاح الفَرَسْ ) ، فَلَمَّا تَذَكَرَهُ تَسَائَلَ كَثِيْرَا : هَل فِعَلاّ بِتْنَا بَعْدَ هَذِهِ القَفْزَة ، نُعَانِي مِن فُصَامٍ رُوحِيٍ ذُو عَرِضٍٍ وَاحِد ، هُوَ الشَطَطُ الفِكرِي و حَالَةُ ( اللاأَدرِي ) فِي ظِلِّ هَذِهِ الدرَامَا التِي نَعِيْش ، عِنْدَمَا يَتَعَاظَمُ الشُعُورُ بِأَنَّنِي ؛ الأَنَا - الإنْسَانُ دَوْمَاً الجَانِي ، حَتَّى و إِن كُنْتُ فِي أَغْلَبِ الأَحْيَان ، أَعِيْشُ سِيْنَاريُواً مُخْتَلِفاً مَفْرُوضَاً عَلَيَّ ، وَارِدَ الحُدُوثِ كَمَا يُرِيْدُهُ المُؤَلِفُ ، أَكُوْنُ فِيْهِ الضَحِيَّة .
و عِنْدَمَا اشْتَدَّ الصُدَاع تَنَاوَلَ قُرْصَيّ مُسَكِن ، ثُمَّ أَشْعَل سِيْجَارَةً و هو يَسْأَلُ نَفْسَهُ : عِنْدَمَا أَشْعُرُ بِأَنَّنِي أَكْثَرُ وِحِدَةً مِن كَوْنِي وَحِيْدَاً - ؛ بَعْدَ أَن أَصْبَحَت مَجَرَةُ ( GN-z11 ) فَ ( هَابِل ) لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ أَبَدَاً ، وَ هِيَ أَقْدَمُ المَجَرَاتِ تَكَوُنَاً بَعْدَ الانْفِجَارِ العَظِيْم ، و بِالتَالي الأَبْعَد أَقْرَبُ لَنَا مِنْ بَعْضِنَا البَعْض - هَل أَكُونُ وَصَلْتُ إِلى حَافَةِ النِهَايَةِ ، أَم لَا زِلْتُ
أقف هُنَاكَ قَبْلَ البِدَايَة !؟ .
April, 15 , 2020
سامي يعقوب .
تعليقات
إرسال تعليق