من نبض القلم / صخر محمد العزة
من نبض القلم
صخر محمد العزة
1- عندما تكون المادة هي الحكم مع ضعف الإيمان
فستكون مُقدرات الأُمة محكومةٌ بحُكامٌ طُغاة وقُضاة
جائرون وعلماء دين منافقون وأساتذة مُتكسبون لا يجدون قوت يومهم فسيكون نتيجة ذلك جيلٌ فاشل فتهتزُ أركان المجتمع ويكون سقوط الأمة في مستنقع الجهل والضلال وفقدان الهوية .
2- التسلح بالإيمان والعزيمة والارادة والثبات على الحق تكون الغلبة والنصر على أعتى قوة مهما بلغ كُثرتها وتسلحها قال تعالى في سورة البقرة - الآية ٢٤٩ : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللهِ، واللهَ مع الصابرين ) ولنا في تاريخنا شواهدُ وعِبر .
كم أنتَ مسكينٌ يا ابن آدم تكِدُّ وتتعب وتجمع المال وتُشيد وتبني، ونسيت أن عُمرك قصير وغرَّتكَ الدُنيا وإنك من تراب وستعود إلى التراب
وكما قال أبو العلاء المعري :
خفِّف الوطأ ما أظُن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
فماذا أعددت لآخرتك عندما تترك دُنياك ولن تأخذ معك مما جمعت أو بنيت ولن يكون امامك إلا عملك، وفي هذه الأبيات لعِبرة :
لا تأسفنَّ على الدنيا وزينتها
وأرح فؤادك من همٍّ ومن حزنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القُطنِ والكفنِ
4- إجعل لحياتك ميزان تضع في إحدى كفتيه أعمالك وفي الأخرى تعاملك مع الناس، ولا تجعل أعمال من أساءوا لك تطغى على كفة ميزانك واملئها بالحسنات والأعمال الصالحة فسيكون لك الظفر بالدنيا والآخرة، فستكسب القلوب ورضا الله عزَّ وجلْ قال تعالى في سورة فصلت الآية ٣٤ : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم )
5- لا معنى للحُبِّ بدون عطاء، ولا معنى للصدق بدون وفاء، ولا قيمة للضمير بدون إيمان، ولا معنى للإيمان بدون الإخلاص في العبادة والتوكل على الله قولاً وفعلاً ولا معنى لوحدة المصير بدون تآلف القلوب ولا معنى للقوة بدون إرادة وعزيمة، ولن يتغير حال هذه الأمة ويتحقق النصر والعزة لها إلا بتوفر هذه الأسباب، قال تعالى في سورة الرعد - الآية ١١ : ( إنَّ الله لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم) .
6- بتراجُع القيم والأخلاق تعاظم الكذب والنفاق والرياء وانتشرت الإشاعة وهذه كلها عوامل الفتنة في أي مجتمع ويكون بها دمار الأمة، فلا تسمع قبل أن تتيقن ولا تنشر قبل أن تتحرى الحقيقة، ولا تكتب عن شيء قبل أن تتأكد من مصدره فيكون ما تنشره أو تكتبه كمن أوقد ناراً في كومة قش، فكيف لك أن تُطفئها؟ قال تعالى في سورة الحجرات - الآية ٦ : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
7- الحياة والثقة للإنسان مشتركتان في أمر واحد، فالحياة يعيشها الإنسان مرة واحدة، والثقة تعطى أيضاً مرة واحدة، فعلى الإنسان أن يُخلص بحياته بالعمل الصالح ولينال رضى وثقة الله به، والثقة بين الأصدقاء إذا اهتزت وتزعزعت من الصعب أن تعود إلى مكانها، فلا تهدم ما بنيت ما بين ربك أو مع صديقٍ لك من أجل عرَضٍ زائل، فكما حياتك عزيزةٌ عليك، وكذلك الصديق المخلص كنزٌ ثمين فلا تُفرط به.
8- الثبات على الحق من علامات القوة والثبات في المواقف
قمة الرجولة ونظافة الضمير نبراس الأخلاق، فالأشجار العالية مهما هزتها الرياح فلن تتأثر لأن جذورها راسخة وثابتة في أعماق الأرض، وكذلك الإنسان من تحلَّت نفسه بتلك الصفات فلن يضيره شيء من عوائد الدهر مهما هزَّته أو أثّرت عليه لأنه جعل توكله على الله، قال تعالى في سورة الطلاق - الآية ٣ : ( ومن توكل على الله فهو حسبه) .
صخر محمد حسين العزة
عمان - الأردن
28 / 8 / 2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق