أحن إلى لقائك بقلم الشاعر الكبير / مصطفى زكي مقلد
أحن إلى لقائك
بقلم الشاعر الكبير / مصطفى زكي مقلد
أحن إلى لقائك في المساء
كما يهفو العليل إلى الشفاء
وأرمق طيف وجهك كل صبح
كبدر قد تلألأ بالضياء
وأسمع همس صوتك عبقريا
كأروع ماسمعت من الغناء
وأذكر ماحييت متى التقينا
فأشرق كهف عمري بالهناء
وأذكر ماحباني الله لما
هدانا للمودة والوفاء
حنانك يامني عمري سباني
فذقت الحب من ألف لياء
تخذتك زوجة فوجدت أني
تعيش بعصمتي خير النساء
سماء في التبعل والتناجي
وأم في الحنان وفي العطاء
رفيقة محنتي وسداد ثغري
وعوني في البلاء علي البلاء
لإن كنا تباعدنا جسوما
فروحانا دواما في التقاء
فإن كان الفراق قضاء ربي
لعمرك ماسخطت علي القضاء
ولكني ألوذ بمن براني
وكل الناس من طين وماء
إلهي أنت تعلم كم دهانا
من الويلات في زمن التنائي
ففرج ياإله الكون كربا
وعجل للأحبة باللقاء
وعجل بالهلاك لكل غر
ظلوم .. جاحد .. فظ ..مرائي
فكم ياربنا ناصرت حقا
وسقت المارقين إلي الفناء
فخذ ياسيدي لصا عتيا
تمادى في الضلالة والشقاء
فقد صال الظلوم وجال قهرا
وأوغل في السجون وفي الدماء
تسلط مثل شيطان علينا
كطاعون تمكن في وباء
هو العربيد لاأعني سواه
ضليع في التخنث والغباء
حباه الله طبعا مثل أنثى
تبيع العهر جهرا في العراء
قميئ ليس يبلغ شسع نعل
وما بلغ الرواسب في الإناء
يموء كهرة عند الأعادي
ويزأر مثل ليث في الخلاء
يتهته في المحافل ثم يهزي
فتلقى الجمع يشعر باستياء
عييي ليس يتقن نصف سطر
يحدث في الجموع من الوراء
كأن الله قد سواه بغلا
تفنن في الركوع والانحناء
يرى قتل المصلين انتصارا
كما قتل الحسين بكربلاء
تترس بالقضا وجهاز أمن
وإعلام كعقل الببغاء
وأفسد كل شيء كل كان حلوا
فأمسينا نهرول للوراء
سلوا الأيام والأحداث تترا
عن الفانين من أهل الشقاء
فمنهم طالب عزا وجاها
ومنهم مدع ملك السماء
ومنهم من تأله في جحود
وأطلقها بوجه الأنبياء
فكان الأخذ من جنس الفعال
وكان دواءهم من شر داء
فأمسوا في التراب بلا رجوع
وصار الكل في دار البقاء
بني الأحرار في وطني هلموا
أجيبوا صرختي لبوا ندائي
وأيم الله إن الأمر جد
وحسم الأمر في حمل اللواء
أزيلوا الرجس من شبر لشبر
فقد بلغ الزبا سيل العناء
( فما نيل المطالب بالتمني )
ولا صون الكرامة بالثغاء
( ولكن تؤخذ الدنيا غلابا )
سلوا التاريخ من دان لنائي
وقد بلغ المكانة ذو نضال
دؤوب السعي يطمح للعلاء
فإن كان الشباب غدا مشيبا
وبات العمريؤذن بانقضاء
وقد وهنت قوى جسمي وخارت
وأضحى العيش من خيز وماء
فما كنا نداهن ذات يوم
وما قلنا الضمائر للشراء
فيانفس اصبري إن كان صبر
وقولي قد رضينا بالقضاء
فما الدنيا التي نحيا لخلد
ولا حال يدوم بلا انقضاء
وما عشنا الحياة علي هوانا
ولكن خلف خير الأنبياء
وما خضنا الغمار لأجل دنيا
ولم نشغل بجاه أو ثناء
رضينا بالقضاء وما رضينا
بقاضي الظلم أو ظلم القضاء
نساق الي الجحيم بغير جرم
وأهوال عظام وابتلاء
ونحن هنا لعل الله يعفو
لمكروب تعلق بالرجاء
سنصبر عل رب الكون يرضى
فإن الفوز في حوز الرضاء
تعليقات
إرسال تعليق