أشعار بلا صدى
الشاعر هندل الصالح
لِمَنْ تَزُفُّ القَوَافِي أَيُّهَا الرَّجُلُ
مَا عَادَ فِي النَّاسِ مَنْ بِالشِّعْرِ يَحْتَفِلُ
جَفَّ الجَمَالُ بِأَحْدَاقٍ وَأَفْئِدَةٍ
أَعْشَتْ بَصِيرَتَهَا الأَقْذَاءُ وَالعِلَلُ
مَا لَيَّنَتْ نُصُبًا صَّمَّاءَ لاَمِيَةٌ
رَقَّتْ لِزَفْرَتـِهَا الآكَامُ وَالقُلَلُ
مَنْ ذَا يُعَانِقُ وَهْجَ الحَرْفِ فِي لَهَفٍ
مِنْهُمْ وَقَدْ ضَلَّلَتْ أَذْوَاقَهُمْ سُبُلُ
فَبَعْضُهُمْ بِهَوَى الكُرْسِيِّ مُنْجَذِبٌ
وَبَعْضُهُمْ بِبَرِيقِ المَالِ مُنْشَغِلُ
وَبَعْضُهُمْ لِحَرَامِ الكَسْبِ مُنْصَرِفٌ
وَبَعْضُهُمْ بِعُيُوبِ النَّاسِ مُشْتَغِلُ
لاَ سَمْعَ يَرْهَفُ،لاَ إِحْسَاسَ مُنْتَفِضٌ
لاَ قَلْبَ يَنْبُضُ، لاَ وُجْدَانَ يَنْفَعِلُ
يَا ضَيْعَةَ الشِّعْرِ وَالإِبْدَاعِ فِي وَطَنٍ
يُغَرِّبُ الشَّاعِرَ الحَادِي فَيَعْتَزِلُ
لَوْ كَانَ شِعْرُكَ أَطْوَاقًا مِنَ الذَّهَبِ
لَغُلَّ طَوْعًا بـِهَا الأَسْيَادُ وَالهَمَلُ
لَهْفِي عَلَى الشُّعَرَاءِ الغُرِّ فِي زَمَنٍ
أَضْحَتْ مَنَابِرُهُمْ تُعْطَى لِمَنْ جَهِلُوا
سَاءَلْتُ نَفْسِي وَقَدْ ضَاقَتْ بِمَا حَمَلَتْ
لِمَنْ تَزُفُّ القَوَافِي أَيُّهَا الرَّجُل
(( هندل الصالح))
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق