القائمة الرئيسية

الصفحات

الثلاثية الخالدة

الثلاثية الخالدة

--------------
يئس الفؤاد من الهوى
و طغى الجفاف بجعبتي
ذهب الربيع و غادر
و غرا الصقيع بساحتي
لم يبق عندي ما أقص و أكتب
فجوارحي و عواطفي و مشاعري 
قد سادها
ورم كبرد لا أرى
غير الجليد على ثرى
الحب غار و لم يعد
و قصيدتي
أمست حطاما لا تفي
لا حب عندي بالغنى
يثري الأنا أو غايتي
لم يبق عندي ما أقص و أكتب
ما عدت أدري من أنا
البرد حط فلم يعد بحديقتي
ورد يفوح و لا نحل تنمي الحقل لا
لم يبق عندي غير ما قد هدني
ملأ الجليد بضاعتي حباته
سقطت على زوادتي
غمرت مشاعرنا عواطفنا و من
أقلامنا سقط الصقيع فلم تفي
تعب الفؤاد و ليته يتأقلم
فجميع من في الدير كالأشباح
تزرع في نفوس الأبرياء
قواعد القرصان كي يتحجر
ولقد تصحر و انتهى
الشعر غادره فلا
حرف أنيق أو بسيط لم يكن
و الوحي طلقه فلا
أمل و لا حلم و لا
نور يغازل حسه فيثيره
لم يبق عندي ما أقوله لم يعد
في الساحة
شهم ولا بقيت عزيمة فارس
فجميع من في القرية
أصنام لا لن ترغب
في الأزهر أو شيخه
ماذا سيترك من به عوز
إذا سرقت خزانة بيته
ماذا سيترك لو تناحر أهله
لم يبق في جوفي كلام ينفع
ضعفت عباراتي و ذاكرتي
و قلت في محاسن جدتي
و تخثر سيل الفؤاد و ما جرى
و اصفرت جل الحدائق لا غنى
لم يبق حلم لن أفي
لم يبق عندي ما أقول فلا أرى
غير الجليد على ثرى
جفت منابع خاطري
و تقهقر العصر الجميل و سادنا
فصل الرداءة و الرذيلة و انتهى
زمن الرتابة و الصبابة و الغنى
يا صاحبي
ذهب الربيع و غادر
و غرا الصقيع بساحتي
لم يبق عندي ما أقص و أكتب
جفت منابع خاطري يا صاحبي
هاقد نما و بخاطري حزن طغى
أعوامه كالعلقم
من كل مر همها لم ينته
قد همني هم الديار و هدني
ما عاد في بيتي جمال يعشق
كل الجهات عروضها معتلة
الحسن غابت أهله
أقطابه لم يبق في ساحاتنا
نور يزين ركضها
لم يبق في حاراتنا
وصل يدوم على منى
ما با لنا لا نهتدي
الحب أمسى لمن بغى
قد نحسن قد نعتدي
فينا اعتلى حب الأنا
كل على أوتاره
يا صاحبي هل يعقل
قتل البنين إذا هوت
هل يعقل
ضرب الجنين لكي يزول صراخه
هل يقبل بتر الوريد و ما غلا
في الساحة
ضاعت حديقة جدتي
غارت محاسن قريتي
لم يبق في أوساطنا
غير الرداءة لا غنى
مشلولة في لبها
سكن القبيح من المشاعر
و العواطف لا ترى
غير الرذيلة في الأنا
قد نالت عن أمها فن النفاق فما وعت 
أن الجمال بصدقها
كل على أضغانه
ما همه داء القبيلة
و الشقيقة إن أباد
لئيمنا أرحامها
أو حطم أركانها
كل على أوتاره
حتى الصبية فكرت في ذاتها
رغم الهشاشة و عوزها
ما أدركت أن الزوال لمن طغى في جوفه
حب الأنا كل على حاجاته
يقضي و ما خطرت بلبه حاجة الجمع الذي قد يهلك
دون اقتدار أو عزيمة ساعد
كل على أوتاره قد نظم
غنى الأنا أغنية
عزف الصغير فعبر عن حالنا
عن جهل من في القرية
قد أنشد لحن البغاء و دندن
ضاعت مكارمنا شمائل جدتي 
وقد انتهى فصل الربيع وغادر
لم يبق في أوساطنا غير الرداءة
لا غنى يا صاحبي
ماذا أقول له و قد رضخ الأنا
عن صدمة في ساحتي
تعب البيان من البيان 
وجاهر وتناثرت زلاته
و تغيرت أنغامه و تكاثر تكراره
و اشتد في هم أباد بداخلي
كل الجميل من المحاسن لم يعد
في جعبتي و من الكلام ما يسد
إني أرى بشر على أحلامها
قطعت بذور مساجد سادتي
و بنت و عن جهل بها
بمديتني ومواطئ أكبادنا
خيم الخديعة و العداوة قدمت 
يا صاحبي
أين الكرام من الرجال في زمني
لقد رحل الأمير اللذي توعد
أهل الجريمة لن نرى
مثل المهاجر في سبيل النصرة
إسلامنا ما عاد ينفع لا يفي
كثر المنافق و سيطر و على عقول 
فحولنا و نسائنا و صغيرنا
أهل الرذيلة غادر أرجاءنا
ذاك اللبيب حكيمنا
ذهبت معالمه تصحر روضه
لم يبق في أوساطنا غير الرداءة لا غنى
-----------------
بقلم وليد سترالرحمان
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات