صحبة الأنس
ياصحبة الأنس كيف الآن لقبانا
هل يرجع العمر والأيام تنسانا
سقيا لعهد مضى ملأ المدى عبقا
قد كان فيه الصبا غضا وريانا
كنا كما الطير نلهو في مرابعنا
أو سلسل الماء صافية سجايانا
لم يعرف البغض من أفعالنا صفة
أو من بيوت لنا سكنا وعنوانا
من يشتهي الود طفلا ناضرا ألقا
فليأت من حينه يرتاد دنيانا
ياصحبة الأنس كيف العيش فرقنا
حتى غدا البين أردية وتيجانا
لله در الصبا مثل الصبا رحل
هيهات يرجع إذ مالشيب وافانا
إن يجمع الدهر بعد البعد صحبتنا
قد يجمع العرب بعد التيه إخوانا
القوم صاروا شتاتا حينما نكصوا
واستمرأوا الظلم دون العدل قربانا
أغراهم الجهل بالتاريخ فانتكسوا
ياليتهم يوما فطنوا لما كانا
إذ جاء خير الورى يبغي لهم شرفا
إن يسلكوا دربه ثقة وإيمانا
ياأمة الحق قال الله : واعتصموا
وكأنه عندكم قد قال بهتانا
ألقيتم القول خلف ظهوركم صلفا
وتخذتم الكفر نبراسا وربانا
قال : اليهود هم الأعداء فانتبهوا
لا تأمنوا الغدر ممن قبل قد خان
فطلبتم الود والتطبيع يفضحكم
فاستأسد القرد والعملاق قد هان
ياأمة ضيعت في الخلق هيبتها
فاجتاحها الخلق أشكالا وألوانا
من يرفض النور يقض العمر في عمهٍ
يقتات من طينها ويعيش عريانا
يامن إلى الغرب بعتم كل ذي ثمن
من زاده الملح ظل الدهر ظمآنا
أخزاكم الله من قوم لهم هدي
لو نفذوا مابه ماعودهم لانا
ياصحبة الأنس طبتم حيثما كنتم
دمتم بقلبي هنا أهلا وخلانا
سامح محمد
تعليقات
إرسال تعليق