القائمة الرئيسية

الصفحات

الحبّ والعذل

أينَ الذينَ عن الأوطانِ قد  رحلوا
وبينهمْ مهرةٌ   دعجاءُ  لا    كُحُلُ
 نجلاءُ  فاتنةٌ  والطهرُ  سِيمتُها
 قُمْريةٌ  حُسنُها  كالبدرِ  مكتملُ
اُُسَيِّلٌ  خُدُّها  في  طرفها  حورٌ
و صدرُها  ناهدٌ  للعشقِ  يَنْجذلُ
وانفُها بارزٌ  كالسيفِ  منتصبٌ
 قوامُها  ساحرٌ    للدَّلِ   يَنْتَعِلُ
والسَّهمُ يمرقُ من قوسٍ  بلا وترٍ
 سهامُ  نظرتها   بتُارةٌ     نِصَلُ
ونظرةٌ  من عيونِ المهرِ تأسرني
 ولحظها آسِري   للقلبِ  يعتقلُ
كأنها  وردةً  من  غيمةٍ  سقيت
وثغرها  باسمً  في  رشفهِ  العسلُ
أو زهرةٌ  من ربيعِ  الخلدِ  آتيةً
 جاءتْ تودعني في حين ترتحلُ
من  حُسْنِها   غارتِ  الأزهارُ   قائلةً
 ما بال  زهرتنا  في  خدِّها   قُبُلُ
نيسانُ  جادَ  بها من رحمهِ ولدتْ
في روضةٍ حَضَناها السَّهلُ والجبلُ
تمشي على قدمٍ في لحظةٍ  قدمتْ
 من الأريجِ  يفوحُ  الجسمُ   والحللُ
ربيبةُ  الحسنِ لا عيبٌ  ولا  نِقَصٌٌ
 سليلةُ  النّسلِ  لا شينٌ   ولا خَللُ
عفيفةُ  النَّفسِ  في  أخلاقِها  نبلٌ
  للعرضِ  صائنةٌ    بالطُّهرِ  تغتسلُ
كلُّ الفضائلِ  في أخلاقِها  جُمعتْ
 ونَزَّهتْ  نفسها  ليس  لها   زللُ
رأيتها فجأةً في صحنِ    دارهمُ
 في حين كانَ هناكَ  القومُ  يحتفلُ
رَنَتْ  إليً  بطرفٍ  ناشطٍ  حذِرٍ 
 في لمحةٍ  يخطفُ الأبصارَ  يختزلُ
ألقى  إليً  سلامًا  رمشُ  مقلتها
فسلمتْ بعدهُ  الأجفانُ  و المُقلُ
سلامها من حنايا الروحِ ترسلهُ
عبرَ الأثيرِ على أنسامِها  يَصِلُ
ألقتْ على جسدي المحمومِ نظرتها
 ثارتْ  لها لهفةُ  الأشواقِ تشتعلُ
غنجاءُ  فاتنةٌ  وصوتُها  رخمٌ
 و الأذنُ  تعشقُ  مثل العينِ تنذهلُ
صرتُ  بها  وَلعاً  والصوتُ  أَسكرني
 مليحةٌ   غنجها   قد   زادني  ثملُ
حين  الوداع  أشارتْ لي على عجلٍ
وفي  المآقي  يسيلُ  الدمعُ   ينهملُ
عندَ  الفراقِ  يكادُ  السّرُّ  ينكشفُ
الدَّمعُ  يفضحُها والرّمشُ  والمقلُ 
فراقها من لظى الأشواقِ  يحرقني
  والقلبُ  في ألمٍ ما عادَ  يحتمل
 لا تعذليني على عَذراءَ قد رحلتْ
 فلا  يفيدكِ  هذا   اللومُ   والعذلُ
لم   يبقَ للروحِ   إلا ذكرها   عَبِقٌ
نسائمُ  الفجرِ   بالقلبينٍ   تتصل 
القلبُ تؤنسهُ  الذكرى لها ألَقٌ
باتت  تؤرِّقني و العقلُ ينشغلُ 
فإنْ دَنَتْ أو نَأَتْ  عني كما فطِنتْ
فحبّها   بنواطِ   القلبُ   يَتَّصِلُ
خفيفةُ الروحِ  إ ذْ مرَّتْ وإذْ وقفتْ 
كأنها  من ندى   الأزهارِ  تنتهلُ
رانتْ على كبدي المجروحِ   أُلفتها
من لوعةِ الوجدِ فيهِ الحبُّ يشتعلُ
 لواعجُ   الشوقِ تشتدُّ    وتتقدُ 
  فمن لظاها تسامَى  الشعرُ والغزلُ. 
محمد احمد عبدالقادر الشميري
اليمن.

تعليقات