القائمة الرئيسية

الصفحات

الحاضرُ مسخٌ من الماضي

الحاضرُ مسخٌ من الماضي

بقلمي:محمدأبوالحسن
       ************
طويتُ  صفحةَ  الماضي
العنيد      
الذي   عذَّبَني   وأشقاني 

ورُحتُ  أبحثُ  عن  عهدٍ
جديد 
لعلِّي    أُعوِّضُ     بؤسي        وحِرماني 

وظننتُهُ   سوف   يلقاني
بالوردِ   والفألِ   السعيد
ويُذهِبُ   عني    أدراني 

فكنتُ   ذا    فَهمٍ    بليد
وحُسنُ   الظنِ    أغواني

وذهبَ خيالي  إلى بعيد
فاستكثرتُ  من  الأماني

فما  وجدتُ  الحاضرَ إلا
مزيد
من    بؤسي    وأحزاني 

وقيّدٌ من الماضي العنيد الذي    قهرني   وأرْداني

ولكلِ    ما مضى    يُعيد
ومن كلِ النيرانٍ أصلاني

فرأيتَ    الناسَ    ترِثُني
وأنا  بينهم   حيٌ  شهيد
ومُناهم أن يطِئوا  بناني

وكأنَّ   بي  سقَمٌ   شديد
وملكُ   الموت   يغشاني   

ورأيتُ  من  يصعد  على
كتِفيَّا      بدهاءٍ    شديد 
ويبني     أمجاداً    فوقَ
أنقاضي

ومن  يُطفِئُ   نور  الثُريا
ويعبثُ في المهدِ  الوليد 
ويخوضُ  في  الأعراضِ

ولاحيلة  لي فيما  فعلوا
فليس  فيهم رجلٌ رشيد
إلا تبرُّمي     وامتِعاضي

فخالَ    لهم   من   هولِ
صمتي    برهانٌ    وحيد 
أنني  بما  يفعلون  راضٍ

فطويّتُ  صفحةَ    العمر
المديد
وقلّمتُ عودي وأغصاني

وكفكفتُ   الدمعَ    حتى
يحيد
واحتويتُ جوارحي بين
أحضاني 

وألجمتُ السمعَ بالحديد
لأحفظ   قلبي ووجداني  

ونزعت الغِلَ بعد أن كان
يسري               بالوريد    

وزرعت      الورد   حتى 
صار       لي      بستاني

وخاصمتُ   الدهر   الذي
صهرالحديد                  
وأبكى الحِجارة وأبكاني

وامتطيتُ درباً آخراًبعيد
لكني آثرتُ أن أكون فيهٍ
وحداااااااااااااأاااااااااني 

محمدابوالحسن
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات