دنيانا
عَلَى صَهَوَاتِ أَوزَانِي ** حَمَلْتُ رُكامَ أَحزَانِي
ورُحتُ بِغيرِ إِيـذَانِ ** أُسَـافرُ دُون عُنوانِ
أشُقُّ عُبابَ طُوفانِي ** وأَطوِي بِيدَ أَكوانِي
وأَعزِفُ شَجْوَ ألحْانِي ** إذا مَا الوَجْدُ أضْوانِي
فهلْ مِن عالَمٍ ثَانِ؟
يَزيغُ عن الهُدى الرَّجُلُ ** ويَعقِلُ فِكرَهُ الشَّلَلُ
إذا انقَطَعَت بِه السُّبُلُ ** وفَارقَ صَدرَهُ الأملُ
وحالفَ حظَّهُ الفَشَلُ ** وأَحْبَطَ عَزمَهُ العَطَلُ
فلا أحــلامُهُ ذُلُلُ ** ولَيسَ إذا سَعَى يَصِلُ
فهلْ تُلفِيهِ يَحْتَملُ؟
أَرَى الدُّنيـا بِلا أدبِ ** وَلاَ إِلٍّ ولا حَسـبِ
تُجِـلُّ أرَاذِلَ النَّسبِ ** وَتُشقِي مَعشَرَ النُّجُبِ
فَكَمْ مِن جاهِلٍ خَرِبِ ** تَسَـلَّقَ عَالِيَ الرُّتَبِ
وكمْ مِنْ عَالِمٍ نَصِبِ ** تَغَـرَّبَ دُون مُغتَرَبِ
فهَلْ فِي ذاكَ مِن كَذِبِ؟
هيَ الدُّنيا ومَا نُبدِي ** لَها مِن لَهـفَةِ الوُدِّ
سَجِيَّتُهَا على العَهدِ ** غُـرورٌ غَيرُ مُرتَـدِّ
لَعُـوبٌ غَضَّةُ القَدِّ ** وفِتْنَـةُ كُلِّ مُستَهْدِ
تَرُدُّ الوَصْـلَ بِالصَّدِّ ** وَتَفْرِي الْهَزْلَ بِالجِدِّ
فَهلْ يُجْدِي سِوى الزُّهْدِ؟
هندل الصالح ( 02/03/2015)
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق