القائمة الرئيسية

الصفحات

أشدُّ من "الكوفيد"

أشدُّ من "الكوفيد" 

أيا أيها الفتيان  لاتقربوا  الجوى
 فذلكَ   بحرٌ   هيَّجتهُ  العواتيا  

فكم من لبيبٍ جنّ بالحبِّ واكتوى
وصار من الوجدِ المُدَنِّفِ شاكيا

وكم من صحيحٍ بالصبابةِ إلتظى
فبات عليلَ الجسمِ جذلانَ واهيا

 وجدتُ  الهوى يأتي بأسبابِ علةٍ
أشد من الكوفيدِ،  بلْ و الملاريا.

خذوها لكمْ منِّي كأغلى نصيحةٍ
وربَّ يكونُ النصحُ كالدُّرِّ  غاليا
                ""   "      "       " "   ""  "

رماني فأرداني لحاظُ  غزالةٍ
بِمُقْلٍ كحيلٍ أحور الطرفِ ساجيا

رَنَتْ لي بطَرْفِ العينِ أول نظرةٍ
وقامت بِرَشْقِي بالسِّهامِ  ثمانيا

إذا ما أشَارَتْ  بالوشاحِ  وأَسْفَرتْ
بَدَا وَجْهُهَا الفتانُ بالسِّحرِ باهيا

تطلُّ بوجهٍ يسلبُ اللُّبَّ والحشا
صبيحُ مليحٌ في النَّضَارةِ سِحْرِيا

كتمتُ  هَواهَا  لا   أبوحُ   بحُبِّها
ولكنَّ   قلبي في الصَّبابةِ شاديا

أُداري هواها أَكْتُمُ الوجدَ والضَّنَى
فيزدادُ وجدي في الحشاشةِ لاظيا

أبيتُ  على  جمْرٍ  من الهجرِ والأسى
فأشربُ من طوفان مُقْلي   سُهاديا 

أُعَلِّلُ  نفسي  بالأماني   وأرتجي
وصالاً  مباحاً  فيهِ  ألقَى  غزاليا

نَظَمتُ حروفي في عقودٍ فريدةٍ
ونمقتُ  في نَظْمِ العقودِ القوافيا

فأهديتها  تلكَ  القلائدَ   حليةً
ورصَّعتُها  درّاً  عقيقاً  يمانيا 

تُغَطِّي  قوامَ الحسنِ  أجملُ  حلةٍ
تُسَندسُ  ميَّاساً جميلاً و   هاليا 

إذا مَادَ ذاك الغصنُ دلَّاً أوِ انثنى
يميدُ فؤادي من دلالِ  الغوانيا

تباريحُ وجدي من هواها تأجْجَتْ
تزلزلُ أشجاني ، وتهوي بباليا

تمرُّ الليالي ما حظيتُ  براحةٍ
و جَنْبِي تجافَى عن وثيرِ  مناميا

رأيتُ  هواها لي  نعيماً   وجنةً
فلمَّا  وَلجتُ كان كالنارِ  لاظيا

أَغَضَّتْ حياءً عن خدودٍ تورَّدتْ
وأزهتْ بحسنٍ كالهلال بدت ليا

فقالت  بغنجٍ  والغرامُ  يَشُفُّها
فؤادكَ   غرٌ  لا  يزالُ   وصابِيا

وأمضتْ تقولُ والحياءُ بوجنها
كوردٍ زها  فوقَ  الغصونِ أريجيا

عليكَ وقارٌ من حياءٍ  وهيبةٍ 
أتَصبو لعِشْقٍ في غرامكَ  لاهيا؟

وبعضُ بياضٍ خالطَ السُّودِ واعتَلَى
نواصيكَ قد ناداكَ ذاكُ   المناديا

من  الوجدِ عانيتُ فأبيضَ مفرقي
رماني بشيبِ الشعرِ  أفنى شبابيا

وحطَّمَ وجداني على حائطِ الجفا
فصرتُ إلى شيبٍ قريباً   مناليا 

أَرَقْتِ دمائي بالسِّهامِ إلى متى
يظلُّ فؤادي من سهامِكِ داميا ؟

يرومُ  دواءً  للجراحِ من الجوى
فهلَّا تكونينَ الطبيبَ المُداويا؟

فأنتِ  دوائي  للمشيبِ يَصُدُّهُ
ويثنيهٍ  عني  إن أرادَ   نِزاليا

ستطفينَ أشواقي ونيرانَ لوعتي
وفيكِ  شفائي إن أروم   شفائيا

جفاؤكِ  أسقامٌ   وأسبابُ  عِلَّةٍ
وهجركِ  سمٌّ   كالزعافِ   ودائيا

 على الحِلِّ رمتُ في وصالكِ بلسما
ولستُ أرومُ   من حرامٍ    تعافِيا 

وعشقي عفيفٌ من لواعجِ عفةٍ
بآدابِ أخلاقٍ ، وشعرٍ عصاميا

سيشفى غليلاً في الفؤادِ فأشتفي
يعود شبابي إن  نجعتي سقاميا

ظمئتُ  ومائي  من  زُلالهِ  قُلَّةٌ
ولكنْ  ظمائي ما روتْهُ   قِلاليا

أهيمُ  وأهفو   في  هواكِ   مُتَيَّما
وقلبك صَلْدٌ  ما يزالُ و  قاسيا
 
فقالت :ودمعُ العينِ في الخدِّ قد جرى
فأَسقى ورودَ الروضِ دمعُ المآقيا

فما كان قلبي من حجارٍ وما قسى
يعرجُ صوبَ الحيِّ كالعيسِ حاديا

رُمِيتُ  بسهمٍ من غرامكَ صادني
وقد كان قلبي قبلَ لقْياكَ َخاليا

 تمكنَ منِّي الشوقُ أحرقَ خافقي  
دموعُ  عيوني  ما طفأْنَ لهيبيا

وعشقكَ أفكارٌ تجولُ بخاطري
وذكراكَ أحلامٌ  لطيبِ مسائيا
 
حنانيكَ بالقلبِ الجريحِ  فإنهُ
يرفرفُ كالطيرِ  المغردِ   شاديا

أهيمُ وأكبادي من الوجدِ شُعْلةٌ
غرامُكَ أضناني وأدمَى فؤاديا

أَنيني وآهاتي من الشوق لوعةٌ
جروحي  قروحي  قد أكلنَ حشائيا

رشفتُ من الكأسِ المعتقِ  رشفةً
ثملتُ وصرتُ في الصبابةِ ساليا

أَنامُ  ووجداني  ببحركَ  سابحٌ
خيالكَ في  خلدي  يضمُّ خياليا

خيالٌ أراهُ  في منامي ويقظتي
متى أغمضُ عيني  أراكَ أماميا

فهل لخيالِ الطيفِ يشفيَ مهجتي
ويسعد قلبي.. كيف يطفي هياميا ؟!

إذا كانَ  حبًَّا قد تنامى  بأعظمي
فما حيلتي  إلَّا  وصالكَ    آنِيا

فسارعْ بوصلٍ  إن  أردتَ  حياتنا
وإلَّا من الآن  ارثني  في مماتيا.
   محمداحمد عبد القادر الشميري
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات