قصة من صميم الواقع ج1
كان حبيبان تغلب على كل الشوائك، رفض كل التقاليد والقيم الموجودة في ذلك الزمن. قصتنا ترجع لسنوات السبعينات، اين كانت التقاليد والاعراف سائدة في ذلك الحين. هما شخصان لا يعترفان بالاحكام ولا الاعرف، اعترافهم الوحيد انهم احبوا بعض، وان لا سبيل لذلك الا ان يجتمع في بيت واحد، ويكون عش الزواج هو مملكة صغيرة تجمعهم. هو كان متزوج على الورق من ابنت خالته هكذا كانت التقاليد، ولكن قلبه كان معها، هي كانت في سن المراهقة، سن الثامنة عشرة فتحت عينيها على حبه ولم تتعرف قبله على حب اخر، رفرفت القلوب لبعضها وتناسوا ان هناك قيود مرسومة في ذلك العهد لهم. رفضت العائلتين ان يجتمع، اولا لاختلاف مراكز العائلتين ثم لان الفتاة مازالت صغيرة كما ان الشاب عقد قرانه على قريبته ومن المفروض ان يتزوج عن قريب. ضاق قلبهما ضرعا من هذه الاحكام والقيود ولم يجد الا ان يضع الجميع امام امر الواقع وحضر الممنوع بينهما وكانت النتيجة الفتاة حملت بمولود في بطنها الصغير، ذهلت العائلة، وهاجت وماجت على الشاب وعائلته، ولم تستطع الفتاة التفريط ما في احشائها وقرب ميعاد المخاض، ولم تجد عائلة الفتاة الا للانصياع لابناتهم، فكيف سيبرأونا للناس ما اقترفته ابنتهم. وطلبوا من الشاب التسريع في الزواج، ولكن هذه الاجراءات ستطول لانه متزوج. بدات طلقات الولادة والامها تاتي بين الحين والاخر على الفتاة ولم تجد العائلة السبيل الا ان تحمل ابنتها الى المستشفى لانه في تلك السنوات كانت المرأة تلد في البيت على يدي القابلة او ما يعبر عليها الدادة، وبما ان الفتاة ولادتها الاولى وهي ام عزباء خيرت العائلة ان تكون الولادة في المستشفى. هل اليوم الموعود ووضعت الفتاة رضيعة في غاية الجمال، حن قلب الاب الشاب لتلك المولودة وفرحت عائلة الفتاة بها. وزغردت الجدة لقدوم المولودة، وفي الاثناء وفي نفس الشهر صدر الحكم بطلاق الشاب على ابنت الخالة، وتقدم للفتاة ليكمل معها نصف دينه وليربي ابنته بين احضنه، ولكن بقت نقطة سوادء لعائلته التى رفضت العروس التى لا تنتمي لعائلتهم ولا لتقالدهم ولا لمستواهم الاجتماعي حسب رائيهم وطبعا هذا الرفض كان حتى للمولودة الجديدة التى لا تعرف من الحياة الا انها ولدت لترى ابتسامة امها الصغيرة التى هي نفسها مازالت تعتمد على والديها ولا تعرف ان الحياة الزوجية هي حياة مقدسة ولها اسس وان ان تكون ام يحب ان تقوم بعديد من التضحيات.
بقلم/ناديةالتومي / جويلية 2021
قصة من صميم الواقع / يتبع
تعليقات
إرسال تعليق