طفوف صنعاء
زياد النهمي
روحي إليك ذبيحَ الطَّفّ تَرتَحِلُ
وفي رحابِكَ حَرفَ الشِّعر يَمتَثِلُ
تهيم روحي هياماً فيكَ عاشقةً
تزيد شوقي وكلُّ العشقِ ينجذلُ
ما زلت أندبُ يوم الطّفّ في وجعٍ
ومن دموعي جميع النّاس تَغْتَسِلُ
مُذْ كنتُ طفلاً وعيني فيك ساجمةً
تبكي حسيناً وطول الدّهر تَنْهَمِلُ
تبكي لما قد جرى للآلِ من كربٍ
بعد الحسينِ لجورِ الظُّلمِ كم حَمَلَوا
يسعوا إلى حتفهم للموتِ تضحيةً
قربانُ للهِ كم جَادوا وما بَخِلوا
ثار الحسينُ لحتَّى صار مختضباً
بالدَّمٍ من أجلِ دينِ الله يكتَمِلُ
ثار الحسين على الطغيان قاطبةً
من حرّفوا في معانِ الدّينِ وانتَحَلَوا
ثار الحسينُ لكي نَحْيَا بلا وَهَنٍ
كي يستقيم لنا المِنْهَاجُ والعَمَلُ
لا تحسب الدّمَ أنّ الأرضَ تشربهُ
مازالت الطّفّ جرحٌ ليس يَندمِلُ
مازالت اليوم بالأحداثِ جاريةً
في أرض بلقيس نفس الظّلمِ ينتقلُُ
ما كان فيها من الإجرامِ قد جُمِعَتْ
نفس المظالم في صنعاءِ تشتَمِلُ
تلك السَّهامُ سهامُ البغي كم سَفَكَتْ
قد عادت اليومَ بالإجرامِ تَحتَفِلُ
ما راعو الله في طفلٍ ولا إمرَأَةٍ
ولا مسنٍ على الآياتِ يبتَهِلُ
هذا الدعي يزيدُ الرّجْسُ مُرتَسِمَاً
في وجهِ سلمان وجه القرد يتَصِلُ
أتى يخيُّرُنا ما بين ذِلّتُنَا
أو الأسنَّةَ في الميدانِ نقتَتِلُ
لم يدر سلمان هذا الرجس أن لنا
في البأسِ تاريخ في القرآن يرتَجِلُ
هيهات هيهات منّا الذّلِ يلبَسُنَا
ونحن أهل الوغى حقاً ونحن أُولُو
كذا لنا من مآسِ الطّفِّ مدرَسَةٌ
نمضي على الدَّربِ فينا النَّصر يكتَحِلُ
نحن اليما نين يا بن المصطفى سنداً
نستنفر البأسَ في الميدانِ نشتَعِلُ
جروحنا ثورةً من كربلا صَعِقَتْ
كالرعدِ يقصفُ من خانوا ومن خَذَلَوا
نحن اليمانين يا من ليس يعرفنا
ما انتابنا قطُّ لا خوفٌ ولا وَجَلُ
ما زالت الطّفّ في صنعاء حاضرةٌ
تجلجل الثأر لا تهدأ لها النّصلُ
يا من تروم إلى صنعاءِ تدخلها
هيهات هيهات مهما تَبْلَغُ الحِيَلُ
فينا سيوف البأسَ ما زالت مجلجلة
تشتاق ملحمةً إنَّ الوغى أمَلُ
تَسْتَنْطِقُ الموتَ لو في اليد لا معةً
من قبل أن تضرب الأعداءُ قد أَفَلَوا
كأنَّها من إله الكون قد نَزَلَتْ
خلقت تجندلُ من حادوا ومن ضَللَوا
إذا رأتها جيوش الغزو كان بهم
خوفٌ ورجفٌ ولو جاءت لهم شُلُلُ
تعليقات
إرسال تعليق