التَّسوية
غادروا هذه الأرض
اتركوا هذا الكوكب
تضايقت منكم الدُّنيا
وسئمت من إرهابكم الأمم
فاذهبوا حيث العدم
هناك يمكن لكم أن تعيشوا
ومن حقكم أن تموتوا هناك
ونحن من حقنا أن ننسى ملامحكم
وأن لا نذكر وجودكم أبداً
أنتم طَفْرَة جاءت إلى هذه الدنيا
ليس من حقكم أن تتواجدوا بيننا
ليس مرغوبا بكم لتبقوا
من لا يرضخ لسيدنا .. لا نريده
من تعز عليه نفسه ولا يقبل الذّل
لا نرضى به
نريدُ مواطناً مطواعاً ..
يثقُ بالقائدِ بشكلٍ مطلق
يضحي بنفسهِ دون أيّ نقاشٍ
يعتز بالسيادة في حالِ انهزمنا
يصفقُ للقائدِ وإن باعَ الوطن
وإن تنازل عن السيادة
وإن استبدل رايتنا براية بلد آخر
نريدُ مواطناً لسانه لا يستخدم إلّا للهتاف
إن جاع مجد القيادة الحكيمة
إن عطش تضاعف ولاؤه لعظيم الأمة
إن برد يتدفأ بمحبة الزعيم
إن مرض تعالى صوته بالدعاء للحكيم الحاكم
وإن مات يكون موته فداء لسيد الوطن
نريدُ مواطناً لا يتستر على تمرد أخيه
لا يسكت لمن يتجرأ و ينتقد المسؤول
الشيطان يوسوس للمواطن الضعيف
فيجعله ينتقد ويتسأل ويتطاول
إبليس يحرض المواطن المشتت
الطاغوت يثير الفتن بين الشعب والقيادة
والأعداء كثر وخبثاء
كل من لا يتفق مع القيادة عدو للوطن
كل من ينتقدنا ليس منّا
كل من يؤمن بالحرية يضمر لنا الشر
قوتنا تكمن في عظمة التفافنا حول الزعيم
المواطن الصالح لا يثور على القائد
حتى وإن خان وقتل شعبه
هو يعرف كيف يقود وإن تصرف بغرابة
فهو أعلم منّا بما يكون وما سيكون
يبصر ما لم نقدر أن نراه
يفهم ما نعجز نحن عن فهمه
يشعر بالذي يصعب علينا إدراكه
يحسُّ بالذي نحن لا نحسَّ بهِ
نحن أمامه ضعفاء.. جهلاء .. لا نفهم
من نكون نحن أمام عظمتهِ ؟!
صغار نحن .. لا حول لنا ولا قوة .. دون تعاليمه
وأوامره .. وارشاداته .. وعطاءه
دامَ حكمهُ للأبد
وأنتم ارحلوا من هنا
فمن كان يقف معكم
عاد إلينا صاغراً .. نادماً
فنحن من هدّم المنازل فوقكم
ونبشَ قبور أمواتكم
وأحرق لكم كل البلدان
وشرد الإنسان والحيوان.
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
تعليقات
إرسال تعليق