قصيدة دعيني للشاعر محمد الدبلي الفاطمي
دعيني
دعيني في الظّلام بلا بصر
فقد أكل الدّجى وجه القـمر
دعينــــي لا أريدك في خيالي
فقد تعب الفؤاد من الضّـــــجر
دفنت الحبّ في الدّيجور ليلا
فجفّ النّهر وانقطــــع المــــطر
ومن عطش النّفوس بكى الأهالي
ودمدمـت العواصـــف بالخـطر
وهبّ اللّيل متّــــــــــــجها إلينا
برفقته القـــــــــــضاء مع القدر
////
دعيني كي أهاجر من خيالي
لأغرق في البحـــــور ولا أبالي
تعبت من الرّكوع لكلّ شـــخص
يمارس ســـــلطة بين الرّجال
وأكـــــــره أن أعود بلا ضــــمير
لأبتلــــع الإهـــــانة بالسّعال
فما وطنــــــي سوى بلد أسير
بمعتقل الصّـــــــــــهاينة البـغال
كفى جهلا فــــــيوم الدفــن آت
أكنت من اليمــتـــين أو الشّمال
////
فقدنا في النّـــــــهى أدبا ودينا
فحدنا عن صراط المســـــــلمينا
وأحرقنا ملفّات البعث عمدا
بنار الغيّ حرق الجاهلــــــــــــــينا
تركنا لليهـــــــــــود دما ثمينا
فمات الحـــــــبّ مختــــنقا حزينا
تركنا أهلنا من دون دعم
ليصـــبح جلّــــــــهــــــم في الغابرينا
رأيت القتل في أهلي فظيعا
فســــــــــحقا لليـــــــهود الحـاقدينا
////
دعيني أنت خادمة القرود
و خائنة العقـــــيدة والعـــهود
أحلّ بك اليهود القتل فيـــــنا
وألحقت المعـــــــــابر بالحدود
وبالإرهاب صودرت الأراضي
وصودرت القـبور من الجـدود
فيا عرب التّــــــوالد أين أنتم؟
وأين الفعل من تلــــك الوعـود؟
غدا سنرى حين ينقشع الغبار
بأنّ الحقّ يؤخذ بالصّــــــمــود
////
فظيع في المجازر ماحـــــصل
وجبن أن نعــــــــيش بلا أمل
ندور على الرّحى ليــــلا نهارا
ولا حلّ هــــــــــناك ولا أجل
كأنّ النّاس في الظّلماء تاهوا
فما بقيت لهم إلاّ الحــــــــــــيل
تقهقر عزمهم في كلّ حـــــقل
فماتوا في الحــياة من الــوجل
ومن أمّ الخبائث قد أحـــلّوا
شرابا قادهم نحو النّــــــحل
////
سأمنـــــــع شمّ رائحة البخور
وأمنع نشر شعــــوذة القبـــور
وفي الأحشاء أدفن كلّ عار
يدلّ على الدّناءة والفــــجور
لعلّ الفـــــجر يظهر من جديد
فيبــعث أمّتي بين الحـــضور
وما طرد اليهــــود أراه سهلا
وهم مسخوا العديد من الأمور
علينا بالتّــــوجّه نحو عـــصر
نعيد به الحياة إلى العـصور
محمد الدبلي الفاطمي
لقد غضبتْ على العرب السّماءُ
تخلف ركبنا
أهذي لعنة أم ذا اقتراع؟
ماذا أقول وأحرفي تتألم
بَكى الأَقْصى
آنَ الأوانُ
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق