ومضات انسانية
صخر محمد حسين العزة
ومــضــات إنــســانــيـــة
١- جمالك أيها الأنسان ليس في خلقك وشكلك بل في خُلُقِك ومعشرِك وليس بمظهرك ولونك بل في جوهرك وطيبة نفسك ، فكُن كفِطرة الله التي فطرك عليها خُلُقاً وأدباً وديناً ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجمال ) فكُنْ كذلك .
٢- لولا إشراقة الشمس لما تمتعنا بضياء النهار ، ولولا ضياء ونور القمر لبقينا في عُتمة الليل ، فكُن بأخلاقك شمساً تهواك الناس ، واجعل قلبك قمراً يشِعُّ محبةٌ وخيراً تجذب الناس إليك ومن أخلص لله تعالى جعل قلوب المؤمنين تهفو إليهِ بالمودة والمحبة والرحمة
٣- محبة الله لك في الدُنيا والآخرة على قدرِ أعمالك وعطائك وتعاملك مع الناس وعلى قدرِ ما تقدمه من خير إخلاصاً لوجه الله ، وأنْ لا تدري يدك اليُمنى ما قدَّمتهُ يُسراك ، وكما قال الشاعر:
من يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيه
لا يذهب العُرفُ بين الله والناس .
٤- مهما تغيرت ظروف الحياة ، وتقلُبات الزمن ، فحافظ على نفسك وعلى ثباتك على الحق ، وعلى جمال أخلاقياتك ، فالقلوب والنفوس هي التي تتغير ، فثباتُك دليلٌ على قوة إيمانك ، وعدم رضوخها للظروف والتقلبات وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يأتي زمانٌ على الناس القابض على دينه كالقابض على الجمر) .
٥- كلماتك تُعبرُ عن ذاتك فجمِّلها بالخُلُق الطيب ، لأنها بسُبُل التواصل صورتك ومرآتك ، ومشكاتُك ونور حياتك ، وعند الله ترفع شأنك ، وكما قال الله تعالى في سورة إبراهيم – الآية 24 : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } .
6 – العطاء هو أول عطرٍ يخرج من شجرة الحُب ، ولا قيمة للعطاء إذا لم يكُن جُزءاً من ذاتك ، فجُد بسخاء لتجني طيب ما زرعت ، فالعطاء لا يُمكن أن يكون عطاءاً صادقاً وخالصاً إذا ما كان نابعاً من حُبك لمن تُقدم عطاؤك ، فالعطاء والحب مُترادفان لا يصدُران إلا من نفسٍ سوية ، فالحُب الصادق بُستان القُلوب ودماؤه ونماؤه العطاء ، وقد قال جبران خليل جبران :
( ليس السخاء بأن تُعطي ما أنا في حاجةٍ إليه ، بل السخاء أن تُعطي ما تحتاجُ لهُ أكثرُ مني ) .
7 – الطموح منبعه الإرادة ، والإرادة باعثُها العزيمة ، وبهذه الثُلاثية تُخلقُ الأعمال العظيمة ، فكلمة المُستحيل لا تكون إلا في احلام العاجز ، وضعف العزائم من ضعف القلوب ، فبالإيمان والنفس المُشبعة بالعزيمة والإرادة الصلبة يتحقق المستحيل وتحقيق طموحاتك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم : ( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة والرُشد ) .
8 – إحترامُكَ لنفسك يفرضُ احترام الناس لك ، فإذا قوبلت بالإساءة من أحد فيجب أن تضع حائطُ سدٍّ بينك وبين نفسك مُقابل كُلَّ عملٍ قد يُسيء إليك من طرف الآخرين ، فالأمطار الغزيرة قد تجرف الوديان وتُغرق الزرع ، ولكن إذا وضعنا السدود أمامها نعرفُ كيف نُصرِّفها ونستفيدُ منها ، وكذلك الحال مع نفسك ، ضع سدَّاً أمامها لتكبح جماحها عن الخطأ والأذى ، ولكي تُصبح صاحبُ الفضل على غيرك ، قال تعالى في سورة فُصلت – الآية 34 : { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .
٩ - أيها الإنسان أنت في الدنيا ضيفٌ وحياتك محطات ، فجمِّلها بالخير والصلاح ، وستخرجُ منها خالي الوفاض ، ولن تأخذ معك إلا عملك ، فبعملك الصالح ستنال رضا الله عزَّ وجل ، وجنَّةٌ عرضُها السموات والأرض ، وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :( الدُنيا دارُ ممر لا دار مقر ، والناس فيها رجُلان : رجُلٌ باع فيها نفسه فأوبقها ، ورجُلٌ ابتاع نفسه فأعتقها )
١٠ - لا تُبنى الأوطان إلا بسواعد أبنائها ، ولا تتحرر إلا بارتواء شجرة الحُرية بدماء شباب الوطن الزكية ، التي هي مشاعل نور تضيء طريق التحرير ، وما أُخِذَ بالقُوة لا يُستردُ إلا بالقُوة ، والسلام المُصطنع مع عدوٍ لا يعرفُ معنى السلام كنافخ الكير ، فإما أن يحرق ثيابك ، أو تزكُمُ رائحتهُ أنفك ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك : ( إنما مثلُ الجليس الصالح وجليس السوء : كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أنْ يُحذيك ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً مُنتنة ) فيا عُربان التطبيع وصُنَّاع السلام الموهوم ، مهما قدمتم من تنازلات لهذا العدو تحت مُسميات جميلة إبتدعتموها ، لن تجدوا في النهاية إلا الخُسران والهوان والمذلة ، قال تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبِعَ مِلَّتهم ) .
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
7 / 7 / 2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق