القائمة الرئيسية

الصفحات

غزة بوابة التحرير

غزة بوابة التحرير

غزة بوابة التحرير 

صخر محمد حسين العزة 
غزة بوابة التحرير 
إليكم يا أبناء غزة العزة والكرامة 
إليكم يا أبناء غزة الشرف والإباء 
إليكم أيها المجاهدون العظماء
إليكم إيها الصامدون الثابتون التي لا لانت ولا كلّت عزائمكم 

فأنتم بصمودكم وثباتكم وإيمانكم تسطرون أروع صور الفداء وأعظمها متوكلين على الله ، قال تعالى في سورة آل عمران- الآية 139 : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } فلا يغرَّنكم كثرتهم وتفوقهم عليكم بالعُدة والعتاد ، فإرادتكم وصبركم وإيمانكم بالله سيؤيدكم بجُندٍ من عنده وتكون الغلبة والنصر لكم ، ولنا في غزوة بدرٍ عِبرة فقد كان عدد الصحابة لا يتجاوز عددهم ثلاثمائة صحابي وبعدة بسيطة مقابل ما يزيد عن ألف ومائتين من كفار قريش  مسلحين بكل ما يستطيعون من عدة وعتاد فأذاقهم الله الهزيمة والمذلة ، وكان النصر للمسلمين بأن أيَّدَهم الله بجُندٍ من عنده لأنهم كانوا متسلحين بإيمانهم بالله وبرسالتهم ، ومحتسبين أمرهم عند الله  وكذلك الحال كان النصر للمسلمين في معركة عين جالوت التي قضى فيها سيف الدين قطز على التتار بعد أن كادوا أن يقضوا على دولة الإسلام ، ولكن كان هذا البطل متوكلاً على الله ومبتهلاً إليه بعد إن عفّر وجهه بالتراب ، طالباً النصر والتأييد من عند الله فكان له ذلك بأن حرر القدس وكامل بلاد الشام وقضى على التتار قضاءاً مُبرماً ، قال تعالى في سورة البقرة – الآية 249 : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } . 

فتحية لكم أيها الرجال الرجال ، أيها المجاهدون  الصابرون  ، فبإيمانكم بالله وعدالة قضيتكم سيكون لكم النصر بإذن الله على الصهاينة أبناء القردة والخنازير قتلة الأنبياء ، وسيكون الخزي والذل والعار  لكل من هادنهم ووالاهم من المتخاذلين الخانعين  ، الذين باعوا دينهم وشرفهم ، ولم يسمعوا صرخات الشيوخ والأطفال ، ولا صرخات النساء التي تستنجد بمعتصم ليثأر لهن ، ولكن ما من معتصم فقد غاب المعتصم وغابت معه نخوة الرجال الذين صُمَّت آذانهم عن صرخة وامعتصماه . فغزة مُحاصرة وتُقصف ويقتل أبناؤها شيوخاً وأطفالاً ونساءاً ولا حياة لمن تنادي ، وحصار غزة ليس من  اليهود فحسب ، بل الحصار  بالصمت المطبق ، والتطبيع المُذل ، حتى تصاريح الشجب والتنديد شُحَّت عندهم ، وحصار غزة يُحاكي حصار المسلمين في شِعب مكة ، وأقتطف أبياتٍ من قصيدة الشاعر الحضرمي سالم مبارك الفلق يقول فيها : 
في شِعب غزة تاريخٌ يُذكرني 
بشِعب مكةَ والذكرى دواليها 

لا يمنعنَّكم التخذيلُ من دولٍ 
ولاتها تدّعي الإسلام تمويها 

وأهلُ غزة أبطالٌ قلوبهم 
عروقها من حياض الموت ترويها 

يا ربِّ فرِّج عن الأقصى نوازلهم 
واقسم لغزة نصراً في مغانيها 

واسكب عليها مياه الصبرِ أغشيةً 
وكُنْ لها من يهود الغدر حاميها 

رُصوا الصفوف بحبل الله واعتصموا 
ففي التفرُّقِ يا إخوان تتويها 

فأنتم يا أبناء الضفة الشماء وأنتم أيها الأماجد من أبناء فلسطين الداخل ،  وإلى القلاع الشماء من المرابطين والمرابطات في القدس والأقصى الشريف وقفتكم شرفٌ وكبرياء فكونوا جميعاً السد المنيع والحصن الحصين لإخوتكم الأبطال في غزة ، ولا يأتينهم العدو من قبلكم بغدر أو تخاذل ببث الفتن والتفرقة ليثبط من عزائمكم لدعمكم إخوانكم في غزة، الذين هم  بيارق النصر وحملة مشاعل التحرير لتضيء الطريق  إلى فلسطين .

وأنتم يا أبناء الشتات الفلسطيني دوركم لا يقلُّ عن دور إخوتكم في فلسطين فكلمتكم ودعمكم لهما الأثر الكبير في رفع معنويات إخوتكم وشدِّ عندهم .

وأما بعد فرسالتي إلى أحرار أُمتيّنا العربية والإسلامية الشرفاء هي أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضيتكم ، فهي أرض الأنبياء والرسل بدءاً من سيدنا إبراهيم عليه السلام وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم  وكم من الصحابة إستشهدوا على أرضها وتعطرت أرض فلسطين بدمهم الطهور ، وفلسطين هي أرض الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين ، وفيها صلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم بالرسل والأنبياء ، وفيها فُرِضت الصلوات الخمس ، فحقٌّ عليكم نُصرتُها ، فكونوا النصير لدينكم ولمقدساتكم ولأبناء فلسطين الذين يدافعون بدمائهم وأرواحهم عن شرف الأمة كاملة ويبذلون الغالي والنفيس من أجل تطهير أرض المحبة والسلام  أرض فلسطين من رجس الصهاينة ونجسهم .

كان الله بعونكم أيها  المجاهدون في كل فلسطين من غزة العِزة والكرامة إلى ضفة المجد والصمود ، وإلى أبناء فلسطين الداخل الأوفياء وإلى أبناء القدس الشريف بأحرارها وحرائرها ،  كونوا كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص ، والله عزّ وجل ناصركم لإيمانكم ولتضحياتكم ولصبركم ، وقافلة الشهداء لن تتوقف الإ بتحرير أرض الرباط ، وأرض المحشر  وأرض الإسلام فلسطين ، فاصبروا وصابروا وما النصر إلا من عند الله ، قال تعالى في سورة الأحزاب – الآية 23 :{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } .

صخر محمد حسين العزة 
عمان - الأردن 
7 / 8 / 2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات