التقليد الأعمى والغزو الفكري
التقليد الأعمى والغزو الفكري
صخر محمد حسين العزة
من أصعب الأمور على الإنسان أن يُصاب بمرض انفصام الشخصية ( الشيزوفرينيا ) فيعيش في شخصيتين متناقضتين، وأستذكرُ قصة الغُراب الذي رأى الحمامة وهي تمشي مُتباهيةً بمشيتها وبشكل جميل، وأحسَّ بنقصٍ فيه وأنها تتميزُ عنه، فحاول أن يُقلدها مِراراً ففشل بذلك، فأراد أن يعود إلى مشيته الأصلية التي فطرهُ الله عليها فنسي كيف كان يمشي، فأصبح لا هو بالغراب ولا هو بالحمامة وفقد هويته، وهذا حال الشخص الذي يُصاب بالإنفصام ولا يكون علاجهُ إلا بالادوية وتلقي الصدماتٍ الكهربائية من أجل أن تُعيده إلى حالته الطبيعية، فهل الإنفصام مُقتصرٌ على الفرد ؟
فالجواب لا؛ بل أيضا يُصيب المجتمعات، وهذا ما تعيشه مجتمعات أُمتنا الإسلامية والعربية خاصة،ونعيش كحال الغراب الذي فقد هويته، فالله عزَّ وجلْ عندما خلق الإنسان واستخلفه في الأرض وأرسل الرُسُل والأنبياء لهدايته، فتكونت البشرية من أُممٍ ومجتمعاتٍ مختلفة وكل أُمة لها دينها وقيمها وعاداتها وتقاليدها إلى أن جاء الإسلام ليكون للناس كافة، قال تعالى في سورة سبأ، الآية 28 :{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } فكانت الأمة العربية حاملة لرسالة الإسلام وقد اصطفاهم الله لأنهم كانوا يتحلّونَ بأخلاقٌ وقيم جميلة عكس الأمم الأخرى رُغم كُفرهم ، قال تعالى في سورة آل عمران، الآية 110: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }والعروبة بدون الإسلام لا معنى لها، فإن المقوم الأول للقومية العربية هي اللغة ، ولغة العرب هي لغة القرآن، ولا قيمة للغة العربية بدون القرآن ، والعرب لم تكن عزتهم إلا بالإسلام الذي صنع لهم تاريخاً وجعل لهم ذكراً في العالمين .
إن أيُّ أُمةٍ تتكونُ من أربعة عناصر هي : ( الإنسان، والوطن المتمثل بالأرض، والدين ومن ثم الموروث الإجتماعي المكون من القيم والأخلاق والعادات ) وكل أمة لها قائدها الذي يقع على عاتقه عوامل نهوضها أو عوامل سقوطها ويساعدهُ نُخبة من الساسة ورجال العلم والفكر ليرشدوه ويكونوا عوناً له في إدارة الحكم بالنهج الصحيح وحسب عقيدتنا وديننا وقيمنا وأخلاقنا وحسب ما تقتضيه مصلحة الوطن؛ ولكن ما نراه الآن في وقتنا الحاضر من أمورٍ وظواهر لا تمُت بصلةٍ لديننا وأخلاقنا وقيمنا، فنرى من الجيل الناشئ من يُقلِّد الغرب بكُلِّ شيء ليس بالمظهر فقط بل بالأفكار والسلوكيات ، ونسوا انهم خير أُمةٍ أُخرِجت للناس فقد تناسوا دينهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويحاول الغرب أن يفرض علينا أفكارٌ ومذاهب لا تمت لديننا بصلة وهدفهم هو هدم هذا الدين والقيم والأخلاق فاتفاقية سيداو والجندرية والدعوة إلى المثلية
وكل هذه ما هي إلا اتفاقياتٍ ودعوات للتحرر من القيم والأخلاق ودعوة إلى العهر وأخيراً خرجوا علينا بحقوق الطفل التي فيها دعوة للأطفال للتمرد على أُسرهم وذلك من أجل تدمير الأسرة، وكل هذه القوانين تدعو إلى التحرر من الترابط الأسري وإلى الإنحلال كما هو الحال عندهم، ولا يوجد رادعٌ من هذه الدول التي تدينُ بالإسلام، بل والأدهى والأمر من ذلك هو من يعمل على ترسيخ هذا النهج ويفرضها على المجتمعات ، فالتقليد الأعمى للغرب أفقدنا قيمنا وأخلاقنا وكل ذلك من أجل إبعادنا عن ديننا وجعلنا نعيش في متاهة،وقد قال الإمام إبن الجوزي: ( وفي التقليد إبطال منفعة العقل؛ لأن العقل إنما خلق للتأمل والتدبر، وقبيح بمن أعطي شمعة يستضيء بها أن يطفئها ويمشي في الظلمة ) فما الذي أوصل الأمة إلى هذا الحال ؟
فقد أصبحت مجتمعاتنا مقسومة إلى قسمين، قسمٌ يدعو إلى ما يسمونه حُرية للإنعتاق من القيم والأخلاق والخروج عن الدين، وهذا ما هو إلا دعوة إلى الإنحلال والعهر،والقسم الآخر الذي لا زال محافظاً على عاداته وتقاليده وقيمه ومتمسكاً بدينه وأخلاقه ولقد أصبح الإنسان المتمسك بدينه وقيمه في هذا المجتمع ومن ينادي بالإصلاح والعودة إلى الدين يعتبرونه متخلفاً ، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر غريباً عن مجتمعه، فطوبى لهؤلاء الذين لم يحيدوا عن الصواب ولبثوا متمسكين بدينهم وقيمهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - رواه مسلم :
( إنَّ هذا الدين سوف يعود غريباً كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء، قيل : ومن الغرباء يا رسول الله، قال : المتمسكون بسُنَّتي عند فساد أُمتي ) .
إن الإنسان السوي الذي لم يُصاب بالانفصام المجتمعي، يعيشُ في غُربةٍ عن الواقع الذي يعيشه، عندما يجد أمامه من خرجوا عن الدين وعن العادات والتقاليد وتعلَّقوا بكل ما يأتي من الغرب من دون تمحيص .
لماذا نشعر دائماً أنَّ مصائبنا وهزائمنا هي من الصهيونية والإمبريالية الأمريكية ؟
ولا نحضُّ أنفسنا عن التفكير العقلاني لمعرفة الأسباب الحقيقية لما نحن فيه من تخلُّفٍ عن ركب الحضارة، ونعلِّقُ مشاكلنا دائماً على شماعة الغرب .
لماذا تعتبر أنظمتنا أن كل من يعارضها عدواً لها، دون أن تفتح معه صفحةً للحوار والنقاش للوصول إلى الهدف المنشود لكلا الطرفين الحاكم والمحكوم ولما فيه مصلحة الأمة جمعاء .
إنَّ انفصامنا هذا أدى بنا إلى الخمول والكسل والإتكالية والإعتماد على الغرب في كل شيء فأصبحنا أُمة غيرُ مُنتجة، فأكلنا وشربنا ولباسنا وصناعاتنا كلها تعتمد على الغرب، فأين دورنا في هذه الحياة ؟!
وكيف لنا أن نصل إلى التقدم والحضارة ونحن نُحارب العقول ؟!
وندفع المبدعين إلى الهجرة والإغتراب فكيف لنا أن نتقدم ونتطور ونحن مُسلمون رقابنا للغرب وهم يسرقون ثرواتنا ويعيدوها لنا مُصنعة ، كما قال جبران خليل جبران : ( ويلٌ لأُمة تكثُر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويلٌ لأُمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصُر ).
على حكوماتنا أن تعي أسباب تخلُّفها وتخلُّف شعوبها، وما زالت هذه الحكومات ترفض وما تزال ترفض التطور الحضاري الذي تفرضه سُنَّة الحياة وقوانين حركة التاريخ،ويكونوا هم صُنّاع الحضارة لنعود كما كان أجدادنا صانعين للحضارة ولسنا متلقين لها فقط .
فمن أجل العلاج وخروج المجتمعات من الإنفصام التي هي فيه، فعلى الحكومات أن تتضافر جهودها ومراجعة كل مجالات الحياة التي تتعامل بها من سياسية وثقافية وإقتصادية وتعليمية وإعلامية، وإعادة صياغتها بأُسسٍ تعتمد على ديننا وقيمنا بدءاً بثلاث محاور رئيسية وهي عماد نهوض الأمة وهي الأسرة ممثلة بالأب والأم والتربية والتعليم ممثلاً بالمدارس والجامعات وأخيرا علماء وقادة الأمة وعلى رأسهم الحاكم، فهذه المحاور هي أساس نهوض أو سقوط أي أمة بصلاحهم تصلُح الأمة وبسقوطهم يكون سقوط الأمة وانحدارها .
لو تتبعنا واقع أمتنا العربية ما بعد استقلالها عن الهيمنة الاستعمارية بدءاً بمصر عام ١٩٢٢م وانتهاءاً بآخر دولةٍ استقلت وهي الإمارات العربية المتحدة في عام ١٩٧١م، وما حصل بعد ذلك من تطورات، لم نجد من حكومات هذه الدول ما قدمته لشعبها على أرض الواقع ، نعم قد لا ننكر ما نشهده من تطور في البُنيان والصناعات ولكن كلها ليست نتاج أيديهم ، فنرى أن بصمات الإستعمار لا تزال ظاهرة، فهم لا يخرجوا من تحت عباءة الإستعمار الذي بقي رابضاً على صدر هذه الأمة ما يزيد عن مائة سنة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية ( دولة الخلافة )،فكثير من الأمور لا يمكن أن تُنفذ في دولة ما إلا أن تكون مُرتهنةٌ بقرارٍ سياسي من الغرب
وكل تطورٍ يحصل لم يكن صنع أيديهم، فجُلَّهُ يعتمد على الغرب الذين يأخذون ثرواتنا ويعيدوها لنا مُصنَّعة، وإذا فكَّرت أيُّ دولةٍّ بأن تقوم باستقلاليتها في الإنتاجية والتصنيع تُحارب، كما حصل في العراق، ولكن كُل هذا ليس بيت القصيد مما أُريده
والذي أرغب طرحه هو أنه كل ما تقدمت السنين وازددنا تطوراً وحضارةً ، كُلما تراجعنا في ديننا وقيمنا وأخلاقنا إلى أن وصلنا حالياً إلى واقعنا المُهين ، فنجد جيل الشباب الذين يتشبهون بكل ما هو غربي، وقد دعانا الله لعدم موالاة الكفار، وذلك بالتشبه بهم في اللباس والنهج والأعراف، قال تعالى في سورة الممتحنة، الآية 1 :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ }، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :
( من تشبَّه بقومٍ فهو منهم ) .
إن أمتنا الإسلامية تمتلك من إمكانيات القوة وشروطها لأن تكون وارثة الحضارات ومنقذة البشرية، ومن أجل ذلك يجب أن تكون الأمة صالحة بتطويرها من الفرد إلى الأسرة إلى المجتمع فالدولة بأكملها، قال تعالى في سورة البقرة، الآية 143 :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
وفي هذه الآية يقول الله عزَّ وجلْ أن الإسلام هو رسالة عالمية للناس جميعاً وليست لنفسها فقط، ويؤكد ذلك بقوله جعلناكم أي إنتدبناكم لقيادة الناس ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، فالأمة الإسلامية هي أمة ذات رسالة واحدة وربٌّ واحد وكتابٌ واحد وتحتكم إلى عقيدةٍ وشريعةٍ واحدة مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية، ولها آدابها وقيمها ، وظلت تحتكم إلى شرع الله إلى أن سقطت الخلافة العثمانية في عام ١٩٢٤م . ولخروج الأمة مما هي فيه عليها أن ترجع إلى مرجعياتها الثلاث وهي :
أولاً : القرآن والسُنة النبوية .
ثانياً : وحدة الوطن بكل أشكاله تحت إسم واحد كدار الخلافة أو أي إسم آخر تكون فيه وحدة الأمة، وإن اختلفت الدول والأقاليم واللغات أو اللهجات والأجناس،والتخلص من الطائفية البغيضة .
ثالثاً : وحدة القيادة وهي أن يقودها رجلٌّ يكون له المؤهلات القيادية لقيادة الأمة ويكون خليفة أو زعيماً للمسلمين، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم من القادة العظام أمثال صلاح الدين الأيوبي، وسيف الدين قطز، وغيرهم من عظماء المسلمين .
وهنا أقول كيف لهذه الأمة العظيمة أن تعود إلى عزتها وماضيها التليد الذي سادت فيه العالم ونشرت حضارتها في معظم أرجاء العالم ؟
فما علينا إلا أن نستعرض أسباب ما نحنُ وما أوصلنا لأن نكون مجتمعات منفصمة وغريبة عن نفسها وعن فطرتها، وكل ذلك أسبابه تفرُّق والعائد إلى العوامل التالية الأمة:
أولاً : تمزُق الأمة بعد سايكس بيكو لعدة دول وتعدد الأيديولوجيات والمذاهب المستوردة بعد أن كانت لنا مرجعية واحدة هي الإسلام، فليس من المانع أن نأخذ من هذه الأيديولوجيات ما هو يفيدنا ونؤطره من خلال منظومتنا الإسلامية وتُصبحُ جُزءاً منها، فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ نظام الدواوين عن الرومان وأخذ من الفُرس نظام الخراج، واستفاد المسلمون من نظام البريد من دولٍ أُخرى .
ثانياً : العصبيات العرقية والإقليمية والطائفية، فبعد إن كنا أمة واحدة أصبحنا عدة قوميات من عربية إلى كردية إلى غير ذلك من مسميات، قال تعالى في سورة الحجرات، الآية 13: { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا } فأصبحوا ليتناكروا .
وهذه الأسباب فتحت الطريق للدسائس بين أبناء الأمة ودولها ، ولا يمكن أن يكون للدسائس طريقاً ، إلا إذا وجدت القابلية لذلك، قال تعالى في سورة الشورى، الآية 42 : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}
وقد قال الشيخ الغزالي عن الإحتلال الأجنبي أنه لا يكون إلا بخللٍ ينفذُ منه الإحتلال إليك فقد قال: ( إنَّ الأُمم تختل فتُحتل ) فكُل ما سبق يؤدي إلى عوامل سقوط الأمم والتي يكون سببها ما يأتي :
أولاً : غياب الحرية والديموقراطية، وعدم إشراك الشعب في القرارات المصيرية .
ثانياً : التشتت والتفرقة، وعدم الاهتمام بالقضايا المصيرية للأمة، وهذا ما نراه الآن ماثلاً للعيان بتناسي قضية فلسطين وترك الشعب الفلسطيني يجابه الصهاينة وحده، ونرى إنكبابهم على عقد الإتفاقات مع الصهاينة تحت مسمى تطبيع وهي تجميلٌ لكلمة خيانة ووضعها بإطار يكون مقبولاً للناس وأقل وطأة من كلمة خيانة .
ثالثاً : التسلط والقمع وقهر الشعوب، وخروج رجال الدين المنافقين الذين يصدرون الفتاوي حسب ما يتناسب مع حكامهم، وينشغلون بمسائل خلافية وجدلية ويتناسون قضايا الأمة الكبرى .
رابعاً : البُعد عن الدين وهذا من أهم العوامل التي يحاولون فيها إبعاد أبناء الأمة عن عقيدتهم وسلخهم عن دينهم وعن قيمهم وأخلاقهم، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم
فأقِم عليهم مأتماً وعويلا
وختاما أقول إن هاتين الأمتين العربية والإسلامية اللتين تحملان رسالة الإسلام، هما قد تضعفان ويصيبهما الوهن في بعض الفترات والحقب الزمنية، ولكنهما تعودان لتنتفضان وتعودان إلى سابق عهدهما محكومتان بصلاح من يقودهما إلى النهوض بهما أو إلى الإنحدار والسقوط، ويوجد في الأمة من عوامل النهوض لتصبح في رأس الهرم في الحضارة والتقدم ، وهذه العوامل هي كالآتي :
أولاً : الوحدة، وذلك أن تكون جميع الدول تحت راية واحدة يجمعها المصير المشترك.
ثانياً : القوة البشرية وهذا متوفر فتعداد الشعوب العربية ما يزيد عن ثلاثمائة وستون مليون نسمة وإذا أضفنا معها الدول الإسلامية فيتجاوز عددهم المليار ونصف نسمة .
ثالثاً : الحاكم ( القيادة الصادقة ) التي تحكم بشرع الله .
رابعاً : القوة الاقتصادية: وهذه متوفرة فقد حبا الله هذه الأمة بكل الخيرات والثروات التي تستغني فيها عن أي دولٍ أخرى ويكون قرارها بيدها .
خامساً : القوة الروحية وهي التمسك بعقيدتنا التي بها نخرج الناس من الظلمات إلى النور .
وبهذه العوامل يكون لنا الغلبة والنصر وذلك بالتمسك بعقيدتنا وإسلامنا فالإسلام رسالة ربانية وإنسانية وأخلاقية تصل الأرض بالسماء والدين بالدنيا،والدنيا بالآخرة، والفرد بالمجتمع وهذا كله سيجعلنا في مقدمة الأمم وليس في ذيلها، ولله در الشاعر محمود غنيم الذي قال متغنياً بأمة العرب والإسلام :
هي الـعروبة لـفـظ إن نطـقت به
فالشرق والضــاد والإسـلام معناه
إنّـِي لأعتـبرُ الإسـلام جـامعـة
للشـرق لا مـحـض ديـنٌ سـنّهُ الله
أرواحنا تـتلاقـى فـيه خـافـقة
كالـنحل إذ يـتـلاقـى فـي خـلاياه
دستوره الوحـي والمختار عاهله
والـمـسـلمون وإن شـتّوا رعـايــاه
لا هـم قـد أصبحت أهواؤنا شيعـاً
فـامـنـن عـلـينـا براع أنت ترضاه
راع يعـيد إلى الإسـلام سيـرتـه
يرعى بـنـيه وعـيــن الله تـرعـاه
صخر محمد حسين العزة
عمان - الأردن 16 / 8 / 2022
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق