الحنين الى الماضى
أبوالطيب الآنسي
سلاما لأيام الصبا والصبابة
وآهٍ لك يا ذكرياتي وصبوتى!
طربت بها حينا من العمر فانقضت
كطيف خيال مر في ظرف ساعة
فياليت شعرى والشباب الذى مضى
يعودان حتى لحظة من مسيرتى
لكنت حييت اليوم وفقا لرغبتى
ووفقا لما أرجو وترجو إرادتى
وهيهات عودا بعد أن ضاع جله
ولا سيما والدهر قد شل قدرتى
فلم استفد مذ كنت فى المهد ناشئا
و هيهات بعد اليوم ألفى صبابتي
سئمت حياتي كلها مذ عرفتها :
وصرت عليلا بعد فقدان صحتى
ترعرعت فى أحضان دنيا كئيبة :
وعانيت ويلات العذاب طفولتي
عناء، ويأس، وابتلاء، ولوعة
وغبن، وقهر، وابتزاز لصبوتى
وايد مع الأيام كانت تدكنى
وتقضي على آمال حبى ونشوتي
كأني سجين ليس لي غير كلمتى
أصب بها آهات وجدي ولوعتى
كأني حبيس ليس لي غير حجرتي
أخط على جدرانها سوء حالتي
وفي كل يوم أسأل الله ضارعا
لعلي أرى خيرا يزيل شقاوتى
ويومي كليلي دائما في تعاسة
وفي كل يوم تتهمني تعاستي
صبرت وضاق الصبر عنى لأنني
قرين لهذا الصبر منذ ولادتى
وكم من ليال بت اشكو الجفا وكم
طلبت من المولى يفرج كربتي
ولكن لاجدوى من العيش يائسا
حلمت وافرطت في الحلم قوتي
وهاأنذا قد صرت كهلا وربما
أخذت من الأيام قسطى وحصتى
فلم ألق لي خلا يواسى مرارتي
ويشفي غليلى غير أنات راحتى
فياليت شعرى هل أرى ما يسرني
وهل من طبيب يعرف سر بغيتى ؟
وهل من حكيم يكشف المقصد الوبي
فاشكو إليه كل شيء يحوزتى؟
سوى الله ربى عالم الجهر والخفا
فيارب عفوا أنت ادرى بنيتى!!
٭٭أ.هـ
أبوالطيب الآنسي
صنعاء1993م
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق