القائمة الرئيسية

الصفحات

خاض القصيدة

بقلمي:  هندل الصالح{01/12/2015 }

لاَ مَسَّ بِي غَيْرَ مَسِّ الشِّعْرِ يَسْكُنُنِي
مِنْ مَفْرِقِ الشَّعْرِ حَتَّى أَخْمَصِ القَدَمِ
يَهُزُّنِي جِنُّهُ هَزًّا، وَيعْصِرُنِي
عَصْرَ المَخَاضِ إِذَا مَا ارْتَجَّ فِي الرَّحِمِ
أَغْدُو عَلَى لَهَفٍ مُسْتَصْرِخًا قَلَمِي
وَلَيْتَ يَفْقَهُ إِحْسَاسِي فَمُ القَلَمِ
إِنَّ المَعَانِيَ أَسْمَاكٌ مَتَى خَرَجَتْ
مِنْ بَحْرِ وُجْدَانِنَا أَضْحَتْ بِلاَ نَسَمِ
أسْتَوْدِعُ النَّبْضَ وَالأَنْفَاسَ قَافِيَتِي
وَأَنْفُخُ الحُبَّ فِيهَا مِنْ شَذَى أَلَمِي
أَنَا القَصِيدَةُ أَطْوِي بَيْنَ أَشْطُرِهَا
مَا جَالَ فِي خَاطِرِي أَوْ طَافَ فِي حُلُمِي
أَرْضَى وَأطْرَبُ أَوْ آسَى وَأَكْتَئِبُ
أَهْوَى وَأَكْلَفُ أَوْ أَشْجَى عَلَى نَغَمِ
فَيْضُ الَمشَاعِرِ يَحْدُو وَهْجَ أَحْرُفِهَا
فِي لَوْحَةٍ لَوَّنَتْهَا رِيشَةُ الكَلِمِ
وَلُؤْلُؤُ الخُلُقِ المَحْمُودِ حِلْيَتُهَا
أَكْرِمْ بِهَا دُرَرًا فِي غُرَّةِ القِيَمِ
لاَ هَتْكَ فِيهَا لأِعْرَاضٍ مُحَرَّمَةٍ
لاَ هُجْرَ فِي لَفْظِهَا المَعْصُومِ بِالحِكَمِ
تَخْتَالُ نَشْوَى عَلَى أَوْتَارِهَا زُمَرٌ
مِنْ حُورِيَاتِ الخَيَالِ الجَامِحِ العَرِمِ
تَنْسَابُ فِي حَدَقِ الأَعْمَى فَيُبْصِرُهَا
وَتُسْمِعُ الصُّمَّ، تَشْفِيهِمْ مِنَ الصَّمَمِ
وَتُسْعِفُ البَائِسَ الوَلْهَانَ مِنْ كَمَدٍ
وَتَبْعَثُ المَيْتَ مِنْ إِغْفَاءَةِ الرِّمَمِ
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ إِنْ لَمْ يَعْتَنِقْ شِيَمًا
تَسْمُو بِهِ، وَبِهَا يَسْمُو عَلَى القِمَمِ
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ إِنْ لَمْ يَأْتَلِقْ ثَمِلًا
مِنْ خَمْرَةِ الفَنِّ وَالِإمْتَاعِ فِي العُتَمِ
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ إِذْ مَا عُدَّ مِنْ تَرَفٍ
يَهْوِي بِهِ فِي دَنَايَا الهُجْرِ وَالسَّقَمِ
مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ مَعْزُولًا عَنِ البَشَرِ
مُسْتَغْرِقًا فِي هَوَى اللَّذَّاتِ لَمْ يَرِمِ
أَحْلَى القَصَائِدِ مَا ظَلَّتْ مُدَغْدِغَةً
عَقْلًا حَكِيمًا وَوُجْدَانًا بِلَا سَأَمِ
بقلمي:  هندل الصالح{01/12/2015 }
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات