من أغاني المجنون ، أو حديث إلى الفلوات
من أغاني المجنون
............ أو .............
حديث الى الفلوات ..
.
ـ اشتدّ بالمجنون الوجد والحنين، وطال صدود ليلى وبعادها
فلم يجد الا طيفها يؤانسه في أحضان الفلوات، على لسانه أقول:
.
لـعينيكِ يا أنتِ صلّى الفــــــــؤاد
و ناجى الدّجــــــــى والها يستعرْ
.
و لبّى رســــول الهــــــوى مؤمنا
يعــــــــادي جحودا بــــــه قــد كفرْ
.
طمستِ سناء جمـــــــــوع النساء
أيا خيــر حـــــــــرف بثغـــــر القدرْ
.
مـــــــــــلاكُُ تجسّــد فــــــي فاتن
يهزّ القلــــــــوب و يسبي النظرْ
.
أســــــــــــافر فـــــــي مقلتك جوى
أضيع و أدمــــن هــــــــذا السفرْ
.
وفي ومض عينيــــــك لي وطن
أنيق القصــــــــــــــائد عذب الوترْ
.
تبوح به للغـــــــــــــــــــروب الطّيور
لواعــــــــــــــــج عشق عفيف طَهُرْ
.
فتبدي الهــــــوى مائسات الورود
و يصغي النسيم و يهمي المطرْ
.
و تـــومض مــــــــن لــــــهفة غررُُ
و يبـــــــزغ قبل الأوان القــــــــمرْ
.
لعينيكِ يهفو المـــــــدى جــــــــذلا
و يورق قبـــــــل الـــــربيع الشّجرْ
.
و تهفو القـــــوافي إلى شــــــاعر
تلبّيه من ناظـــــــــــــــــريك الدّررْ
.
تمور البحــــــور عـــــــــلى وقعها
تترجم حــــــــــرّ هـــــــــوى منتصرْ
.
و ألثـــــــمُ طيفكِ مــــــن لهفتي
متى طــــلّ فـــــي حلك مستترْ
.
ينيــــــــر المكــــــــــان سنا حسنه
و يزهـــــــــر قلب السماء العَطِرْ
.
و يخطفني الوجـــــد ســــــاحرتي
و يسكرني العطـــر منك انتشرْ
.
و يشرقُ كــــــــلّ المــــــدى شغفا
و ترشف منكِ الشمـــوس الغررْ
.
و يسمقُ نخـــــــــــلُ الـــــرّبا ولها
و يعبق وقتَ الخريف الزهــــــرْ
.
و يهمي السّـحاب دموعَ الهوى
هو الشـــوق من مقلتيه انهمرْ
.
يحبّـــــكِ يا أنت كـــــــــلّ الوجود
يحــــنّ و يخفــــــــق حتى الحجرْ
.
فــما ذنب قلب قضـــــى ولها
أيردى بلا رحــــــــــمة في سقر ؟؟
.
هل العشق فـي شرعكم سبّة
تبيـــــــــح دم الصبّ دون نظرْ
.
حنــــــــانيك يا فتنة الكـــــائنات
أ يا آيـــــة اللــــــــــــه بين البشرْ
.
لقد سامني البعد ســوء العذاب
و أدمنت بعـد الصّدود السّهرْ
.
أحدّث مـــــــن لوعتي الفلوات
أخــفف بعض الأسى و الضجرْ
.
و هيهـات يخبو لهيب الــغرام
فقـــــــد شاءه خالـــــق مقتدرْ
.
فجـــودي بوصل قريب عسى
يغـــــــــــــادر أرمسه المحتضرْ
.
د. محمد جقاوة
في خطفة تقمص خارج الزمن
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق