القائمة الرئيسية

الصفحات

اجتماع طارئ للحشرات الشاعر عبدالله البردوني

اجتماع طارئ للحشرات الشاعر عبدالله البردوني 

اجتماع طارئ للحشرات الشاعر عبدالله البردوني


(إجتماعٌ طارئٌ للحشرات)

أعـلـنــت سُـلـطـانــةُ "الـقــمــل" اجـتـمـاعــا
رؤســـــــاء "الـــبــــق" لــبـــوهـــا ســــراعــــا

وإلـــيـــهـــا أقـــــبـــــل الأقـــــطـــــاب مــــــــــن
مـمـلــكــات "الـــسُـــل" مــثــنــى وربـــاعــــا

جــــــاء شـــيـــخ الــــــدود فــــــي حـــراســــه
زارداً بـــــحــــــراً ، ومــعـــتـــمـــاً شــــــراعــــــا

مــــلـــــك "الــــذبـــــان" وافـــــــــي نـــافـــشـــاً
تــاجـــه كــــــي يـــمـــلأ الـــجـــو الـتـمــاعــا

طــــــار ســلــطـــان "الـبــراغــيــث" عـــلــــى
"نــمـــلـــة" فــــــــازدات الأرض اتــســـاعـــا

(ألـــزنـــابــــيــــر) تـــــــوالـــــــت مـــثــــلــــمــــا
هــــد مـرحـاضـيـن ، مــرحــاض تــداعـــى

شـــــــددوا كــــــــل الــحـــراســـات امــنـــحـــوا
كـــــــــل "زنــــبـــــور" ثـــلاثـــيـــن ذراعــــــــــا

أحـــرقــــوا كـــــــل كـــتــــاب فـــــــي حـــشــــا
أمــــة ، نــحــوا عــــن الـمـهــد الـرضـاعــا

أغـــلــــقــــوا أبـــــــــــواب أم الـــــريــــــح ، لا

تــأذنـــوا لـلـصــبــح أن يـــبـــدي شــعــاعــا

أدخــلـــوا كـــــل عــيـــون الــشــعــب مــــــن
ســمـــعـــه ، كــــونــــوا رؤاه والــســمــاعــا

ســـيــــدي : مـــــــاذا تـــــــرى ؟ أخــطــرهـــم
لــبــســـوا الأحـــجــــار وامـــتــــدوا بــقــاعـــا

كـــســـروا الأحـــجـــار! فـتـتــنــا الــحــصــى
واقـتـضـمــنــا جـــبــــلاً عــنــهـــم أشـــاعــــا

وتــنــاهــشـــنـــا عــــــظــــــام الــمــنــحـــنـــى
وقـتــلــنــا زوجـــــــة الــصــخـــر اقــتــلاعـــا

ربــــمــــا ذابــــــــوا ، أشـــمـــتـــم حــــمـــــرة؟
كـــلـــهـــا الألـــــــــوان مــنــتــنـــا خــــداعـــــا

هـــــل قـنـصـتــم كـــــل واع ؟ قــيـــل لــــــي
وانـجــلــى أنـــــا قـنـصـنــا مــــــن تـــواعـــى

مــــــــا الــــــــذي تــــــــم؟ قــتــلــنـــا مــــئـــــةً
واحـتـجـزنـا الأهــــل ، واحـتـرنــا الـمـتـاعـا

حـــــســـــنٌ ، لـــــكـــــن لـــــنـــــا تـــجــــربــــةٌ
إن بـــــدء الــصـــرع يـســتــدي الـصــراعــا

وإذن ، هـــــــــــــذا الـــــــــــــذي نـــعـــمــــلــــه
مـثـلــمــا يـسـتـنـبــح الــكــلـــب الـســبــاعــا

ألــــمــــهــــم الآن أغــــــفــــــوا أونـــــــــــــأوا،
قــــل : غــــدوا أخــفــى كـمـونــا وانــزرعـــا

لا تـــخــــف ســـــــوف نـــلاقــــي مـــدخــــلا
فــــي مخـابـيـهـم ، ولــــو كــانــت قــلاعــا

بــــعـــــد وقــــــــــت نـــــدعـــــي دعـــوتـــهــــم
ونؤاخيـهـم – عـلــى الـكــره – اصطـنـاعـا

وبــــــــذا نــــرقــــى إلـــــــــى أرقـــامـــهـــم ..
ومـــن الأعـلــى نــــرى الأدنــــى اتـضـاعــا

فــنـــنـــحـــنـــي جــــانـــــبـــــاً أحـــمـــســــهــــم
ثــــم نــرضــي مـنــهــم الأرخـــــى طـبــاعــا

قـــتـــلــــوا هــــــــــذا الـــــــــــردى تـــجــــريــــة
فــتــلــمــس مــيـــتـــة أذكــــــــى اخــتـــراعـــا

لا أرى أنـــــفــــــع مـــــــــــن أن أشـــــتــــــري
قــــــادةً مــنــهـــم ، سـتــبــتــاع الـمــبــاعــا

ســــــوف يـسـتـغـنــون عـــمـــن تــشــتـــري
ثـــــــم يــنـــقـــادون لــــلأقــــوى امــتــنــاعــا

دع هـــنــــاك الآن ، واســتــغـــور هــــنــــا
وهــنـــا أقـــــوى عــلـــى الــســـر اطــلاعـــا

لا نـــــرى صــدعـــاً يــشـــي عـــــن قـــعـــره
ويـــرى فـيـنـا – إلـــى الـقـعـر- انـصـداعـا

ألـسـسـكــوت الـغــامــض الـمـلـقــي هــنـــا
حـــــرض الـســمــع وأعــيـــا الإسـتـمــاعــا

مــــــن تــــــرى نــمــنــح مــــــن أعــوانــنـــا؟
نتـخـم الأسـعـى ، ونـغـري مـــن تـسـاعـى

نــــبـــــدأ الــمــؤتـــمـــر الـــــيـــــوم؟ غــــــــــداً
قـــد أذعـنــا الـيــوم ، كـــذب مـــن أذاعــــا

ربـــمــــا بــــعــــد غــــــــد أنــــجــــى؟ نــــعــــم
نــدخـــل الـقــاعــة صــفـــاً؟ بــــــل تــبــاعــا

وأتــــى بــــــعــــــد غــــــــــــد فــــابــــتــــدأوا
جـلـسـة أربـــت عـلــى الـسـقـف ارتـفـاعــا

وبــــــــــذاك الــمــلــتــقــى دوى الـــــصـــــدى
وانــحــنــى الــتــأريــخ يــومــيــن ارتــيــاعــا

قـــــرروا فـــــي الـجـلـســة الأولـــــى بـــــأن
يـصـلـوا مــــا مــــات بــالأمــس انـقـطـاعـا

أن يـــشـــيـــدوا الـــلـــيــــل إيـــــوانـــــا ، وأن
يـنــجــروا الأيـــــام بـــابـــاً و"صـــواعـــا" ..

وارتــــــــــأوا أن لا تــــــــــدور الأرض ، أن
تـــلــــبــــس الـــشــــمــــس إزاراً وقـــنــــاعــــا

أن يـــعــــيــــروا الأطـــلــــســــي كــــوفــــيــــة
أن يــزيـــدوا قــامـــة "الـتـمـســاح" بــاعـــا

أن يـحـيــلــوا الــغــيــم قـــاعـــاً صـفــصــفــاً
كــــي يــمــوت الــبــرق جــوعــاً والـتـيـاعـا

أن يـبـيـعــوا الـعــصــر كـــــي يـسـتـرجـعــوا
زمــنـــا مـــــن قــبـــل أن يـلــقــوه ضـــاعـــا

قــــرروا فــــي الـجـلـسـة الـوسـطــى بــــأن
يـطـبـخــوا الـلــيــل ، ويــعــطــوه الـجـيــاعــا

زوجــــــوا سـلــطــانــة الــقــمـــل "الـــدبــــى"
لـلـبـعـوضـات اكــتـــروا زرجــــــاً مــشــاعــا

شـــكـــلـــوا بــــيـــــن الأفــــاعـــــي لـــجـــنـــة
أســكــتــوا بـــيـــن الـصــراصــيــر الــنــزاعـــا

أصــــدروا عــفــواً عــــن الـقـتـلـى ، كــمـــا
كـلـفــوا الأشــجـــار بـالــنــوم اضـطـجـاعــا

قــــــرروا أن يـمــنــعــوا الأمـــــــوات مـــــــن
أن يـشـبـوا فـــي حـشــا الأرض انـدفـاعــا

فـــــــأدانـــــــوا أم "أوديــــــــــــــب" كـــــــمــــــــا
حـــــددوا كــفـــارة "الـنــمــرود" صـــاعـــا ..

وأضـــــافـــــوا "ربــــــــــذاتٍ" أربـــــعـــــاً
"لأبــــــــي ذر" لــيــنــســى الإبـــتـــداعـــا ..

قـــرروا فــــي الـجـلـسـة الأخــــرى ، بــــأن
يشتـروا الأعصـى ، ويخشـوا مـن أطاعـا

رأســــــــــوا فــــــــــاراً وثــعـــبـــانـــاً عـــــلــــــى
فـــأرة شــــاءت عــلــى الأهــــل انـخـلاعــا

وأقــــــالـــــــوا عــنــكـــبـــوتـــاً ، وانــــتــــقـــــوا
لاشـتــمــام الـحــبــر مــقــراضــاً شــجــاعــاً

ألــــزمــــوا الــــريــــح تــــهــــب الــقــهــقـــرى
أوقـفــوا الأنــهــار ، أضـنـوهــا انـصـيـاعـا

ولأمـــــــــن الـــبـــحـــر مــــــــــن تــلــغــيــمــه
قـــــــررواأن يـسـتـحــيــل الــبــحـــر قـــاعــــا

قــــــــــال فــــــــــأرٌ : نــبــتــنــيــه مـــخــــفــــراً
قــــال بـــــق : فـنــدقــاً يــوحـــي انـطـبـاعــا

وتـــبـــنــــت عـــــقــــــرب مـــــــــــا ارتـــــأيــــــا
ورأت فـــــــي ذا ، وفـــــــي ذاك انـتــفــاعــا

وأقـــــامــــــوا بـــــعــــــد هـــــــــــذا حــــفــــلــــة
أنـــفــــدوا فــيــهـــا دم الــلـــيـــل اجــتـــراعـــا

وأقـــــــروا : أن يُــســمـــوا مــــــــن نــــــــأى
عــــــن وصــاياهـــم "يـعــوقــاً" أو "ســواعـــا"

وبــــــإعـــــــلان الــــبـــــيـــــان اقـــتـــنــــعــــوا
غــيــر أن الـصـمــت لــــم يــبـــد اقـتـنـاعــا

وبـــــــهـــــــذا اخـــتـــتــــمــــوا أعـــمـــالــــهــــم
وابـــتـــدت سـلـطــانــة الــقــمــل الـــوداعــــا

عبدالله البردوني
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات