القائمة الرئيسية

الصفحات

أيّتها اليمامة

أيّتها اليمامة

منى محيى الدين
ماذا تريدين يا أيّتها اليمامة؟ 
لِـمَ اخترتِ الوقوف على رأسِ القنطرةِ الـمُواجهة للبحر؟ فيمَ تفكّرين؟ 
لِـمَن تهمسين؟ 
تُراكِ أتْعَبْتِ جناحَيْكِ في سمائك؟ تُراكِ في استراحتِك تسترجعين ذكرياتك؟ أم أنّكِ، يا صغيرتي، تستعدّين لاتّخاذِ أجرأ قراراتِك؟

أخبريني، في وجهِ مَنْ تقفين شامِخةً هناك؟ وماذا في عينيكِ القادِحتين عِزّةً وإباء؟
أما آنَ للفارِسِ أنْ يحُطَّ رَحْلَه؟ أنْ يترجَّل؟ أما آنَ للظّمأ أنْ يهدأ بالَهُ؟ فيمَ يتأخّر؟
هذي الطّيور تروحُ وتجيءُ بلا اتِّئاد؟ 
فما لَكِ يا حلوتي وهذا الرُّقاد؟

هيّا، خلّي عنكِ تأمّلاتك، وألقي تحيّتكِ على المساء. هأنَذي أرتقي إليكِ، بُنَيّتي، مهما بلغْتِ في العلاء .

فلأضُمَّكِ إلى صدري، ولتُشعِلي في قلبي جمرةَ الحياة، ولأضُمّ جُرحكِ إلى جرحي. غريبتان في بحرٍ بلا مِرساة. بلا أشرِعةٍ، بلا وُجهَةٍ، بلا هُوِّيّةٍ، يا سماء. 
غريبتان نعم، فآهٍ ثمّ آهٍ من مرارة الغرباء.
تعالَي، نامي في سلامٍ، يا صغيرتي اليابِسةِ بين ذِراعَيّ. 

نامي في أمانٍ، فسأحرُسُ الأُفق عنكِ، هذا عهدٌ علَيّ...
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
أيّتها اليمامة


تعليقات