القائمة الرئيسية

الصفحات

رحلة ملغزة

كانت كصخرة صلبة ثابتة الركيزة
بياض لونها دليل صفائها
هجم الظلام مكتسحا ليلة بهيجة
عم الكل أرضا مع سمائها
فتحير العشاق واضطرب العد كسنة كبيسة
وعصفت الرياح وتحركت الرمال
فضاعت القافلة مع حاديها
صار مواله أنين وتلون عزفه ريم صحاريها
فتجمع الركبان حول ناقة نفيسة
خبيرة بالمسالك
ترتوي مياهها وترشد مجاريها
فأشارت لنجمة قطبية
توسموا خيرا من ضيائها
اطمأنوا وابتسموا لها
فضحكت فعم نورها كمرمر 
غطى جليزة
اشتعل متمايلا من زواياها
منسابا كقطرات ندى
شذاه أنسها وهي له جليسة
طي للزمان وتغييب للمكان
قامت الناقة
وجيعتها تسري في أوصالها
لكنها تمشي وقطرات دمعها تتساقط
كعليسة ذكاءا وكلييوباترا دلالا
وفينوس جمالا
تجمعت القطرات ثم انبثقت
هياما وغربة عشقا ولوعة
لكل مسافر صارت 
زاده تسري في عروقه
تنبض تحطيما لحواجز انواعها وألوان
وتدق فتحا لحجب أزاحت صورا وأكوان
ألحقته بالجهابذة والفرسان
ما قطعوا واديا إلا صار لون التراب ضياء
 وما نزلوا واحة إلا تحولت حبات الرمال قطرات ماء
للحامد صفاء وللشاكر رضاء 
كل له إزار ونعل
اخلع نعليك تكن عين الوفاء
وزد الرداء تحز سر الحياة
بقلمي/ لسعد بنعيسى الوداني تونس
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات