جرح العروبة الثائر الشاعر هندل الصالح
جرح العروبة الثائر
الشاعر هندل الصالح
رَمتْـــني على صـهوةِ القافِيــهْ
جِراحٌ مُـمـــــلَّحـــةٌ ذاكِيــــــهْ
جراحٌ لـهــا فـي الـحشا عَوْسـجٌ
نـمَا واستَوتْ سُـوقُهُ الـجاسِيهْ
وأَلقى بأغــــــوار أعصـــــــابِهــــا
جُذورًا مُعمَّــــقةً راسِــــــــــــــيهْ
تَغــــــذَّى بِنَزفِ دمي فارتَــــوى
وســــرَّحَ أفْنـــــــانَهُ الزَّاهـــــيهْ
وُرودٌ تَـخَفَّـــتْ بأَشــــــــــــــواكِه
فإنْ أَينَــــعتْ أَينـَـــعتْ دامِيـــــهْ
وإنْ أَثـمــرَتْ أَلقمتْني السَّـــفَا
وراحتْ بِصبري وأعْصابِيــــــهْ
فآهٍ لغُصـَّـاتِ أَثـمـــارِهــــــا
وآهٍ لأشْــواكها الفَـــارِيـــــهْ
رَمتْني على صهـــوةِ القافيه
مَـــــرايا مُكسَّـــرةٌ عاريــــــــهْ
مَرايا تَســــــمَّرَ فيـــــــــها الأسى
شَــــــظايا مُدبَّبـــــةً قاسِيـــــــــهْ
تُـمــزِّقُ جُرحي مَـخــــــاريزُهــا
وتَـجلِدُ آهـــــاتِيَ الشَّــــــــاكِيـــهْ
وتَزرعُـــــــني بين أرْصِــــــــــــــفةٍ
وجُـدرانَ مَنسِــــيَّةٍ ناسِــــيـــــــهْ
تُغـــرِّبُني حين يعـــــــلُو الضُّــحى
وتَـحنُــو مع الدُّجـنَةِ الدَّاجيــــهْ
كظيـــــــمٌ، ولا نـجــــمَ أَرقُبــــــهُ
فكلُّ النُّــجـــــــوم بَدَتْ خَابيــــهْ
نَهـــــــاري اغتِرابٌ ولَيـــلي نَوًى
وعُمـــــري سرابٌ على بادِيــــهْ
رَمتْــني على صـهوةِ القافيـهْ
حَكايا مُقَــــــــدَّدةٌ قَانيــــــــهْ
فجِئتُ وفـي مُهـــجتي ثــورةٌ
عَصــوفٌ وفـي رِئــــتي نارِيَـــهْ
وكبريتُ حَرفـي على شــَـفــتي
إذا شــبَّ فجَّــــــر بُركانيـــــــــــهْ
فيا زارعَ الـجرحِ فـي كبِـــــدي
ويا سَـــاحقَ الزَّهــــرةِ الآسِــــيهْ
ويا مُطفِئَ الشَّمسِ في مَشرقي
ويا مُضــــرم اللَّوعةِ الـحاميــــــهْ
أتى اليـــــومُ يومُــــك، لا تَنخدِع
بأوهـــــــــامِ سُلطانك الواهيـــــهْ
متى تَرمِني صهـوةُ القافيـــــه
إليــــــكَ بِصَـرصَـرِيَ العـاتِيــــــهْ
سَتَصْــلَ يـميـــــــنًا لَظى ثَـورتي
وتَفـــــــــــهمُ لا بُدَّ أوْجاعيــــــهْ
إذا الـجرحُ فجَّـرَ بُركانـَــــــــــــــهُ
عليــــــــكَ فحتمًا هِيَ القاضيهْ
بقلمي " هندل الصالح "
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق