سألت عيوني
سألت عيوني يا ترى
ماذا ترى؟؟
ردت بكل أسى
ودموعها منهمرة
ليتني لا أبصر ولا أرى
ليتني مدفونة تحت الثرى
لا أعرف مالذي جرى
فالجار والمجرور بينهما صخرة
والمرفوع مكسور في حفرة
والمنصوب تاب من النصب بالمرة
والمعرفة وطالبها صارا نكرة
ليتني لا أبصر ولا أرى
نحن صارت أنا
والكل بنفسه إنفرد
وهي صارت هو
والضعيف تمرد
الظالم مظلوم
وصاحب الحق تشرد
ليتني لا أبصر ولا أرى
الكل للحب والحنان مشتاق
الأم تضع الساق على الساق
والأب في هوى النساء يساق
هذا خلع وهذا طلاق
في أروقة المحاكم تبعثرت الأوراق
ليتني لا أبصر ولا أرى
الفاعل ليس لديه دليل
لفعله الشنيع
والمفعول به قتيل
قتل لأنه وضيع
هكذا كانت الأقاويل
لكن القتيل كان رضيع
ذهب ضحية ذليل
ليتني لا أبصر ولا أرى
الكل تجرد وتعرى
من ملابس ومشاعر وفكرة
فالسترة صارت ذكرى
والمشاعر تمثيل بالفطرة
والفكرة تباع وتشترى
ليتني لا أبصر ولا أرى
ليتني مدفونة تحت الثرى
كل الأشياء منقلبة
التافه أسعاره ملتهبة
والدماء كالمياه منسكبة
والأرواح تداس كالتربة
ليتني لا أبصر ولا أرى
بوترعة أمينة
تعليقات
إرسال تعليق