القائمة الرئيسية

الصفحات

مجرَّدُ ظلٍّ

مصطفى الحاج حسين
اجتازَنِي ظلِّي
قاطعَ طريقي ومشى 
على عكسِ توجُّهي 
حاملاً في قلبه الضغينةَ 
والرغبةَ بالتّحدِّي  
فقدْ سئِمَ تتبُعي 
ملَّ رفقتي 
ضاق بتصرُّفي 
حفظَ كلَّ أفعالي
وعَرَفَ دروبي 
استدلَّ على أصدقائي 
أكلَ مِنْ صحني 
شربَ مِنْ كأسي 
جلسَ في مكاني 
وتعلَّمَ كيفَ يحيى 
ويتدبرُ أمرَه غادرني 
ولم يشأْ يودعَني 
أخذَ اسمي منِّي ومضى 
تقمَّصَ شكليَ  
واستعانَ بذاكرتي وخُبُراتي
فأخذَ إرثي وتحدَّاني 
واعتمدَ على أسلحتي في محاربتي
 وفعلَ ما لا كنتُ أفعلهُ 
قال ما رفضتُ قولَهُ 
صفَّقَ لِمَنْ أسقطتُهُ 
أحبَّ من كرهتُهُ 
عادى من أحببتُهُ 
تمرَّدَ على مبادئي 
واعتنقَ ما عارضتُهُ 
خانَ مَنِ ائتمنَني 
ووَثقُ بمَنْ شكَكتُ بإخلاصِهِ 
تحرَّرَ مِنْ حُبِّ حبيبتي 
وكتبَ القصائدَ عن غيرِها 
قَدِمَ على إرتكابِ الحماقاتِ 
التي حاربتُها 
قتلَ ..نهبَ ..خانَ 
وأحرق قلبي 
نسيَ أنّهُ كانَ ظلِّي 
وأَنَّهُ يحترقُ من دوني 
وأن لا وجودَ لَهُ منْ غيري 
وإنِّي كلَُّّ شيءٍ في وجودِهِ 
فهو مجردُ ظلٍّ
ليسَ بأكثر.
مصطفى الحاج حسين إسطنبول
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب

تعليقات