أَنَا المَحْرُوق
إلى روح الشاب الجزائري المحروق
جمال بن اسماعيل رحمه الله
========
أَنَا المَحْرُوق..
أَنَا المحروقُ فِي وَطنِي
وَذُلُّ القَهرِ يَسْكُنُنِي
أَنَا المَوْؤُودُ فِي حُلْمِي
وَعُشبُ الغَابِ يَكتُبُنِي
تَركتُ العَارَ للِذِّكرَى
وَنَاراً تَصْطَلِي كَفَنِي
وَجَمْراً لاَ وَلَنْ يَخْبُو
يَؤُجُّ شَرارةَ الفِتَنِ
'جَمالُ'الرُّوحِ يَدفَعُنِي
لِأُطْفِي النَّارَ عَنْ فَنَنِي
أَردتُ شُموخَ أَشجَارِي
فَكانَ الحَرقُ فِي بَدنِي
أَردتُ بَهاءَ أَرصِفَتِي
وَلَحنَ العِزِّ فِي مُدُنِي
فَكُنتُ فِداءَ أَحْلاَمِي
وَمجذَافاً بِلاَ سُفُنِ
وَأَردَانِي خَوَاءُ يَدِي
وَنادَى الغَدْرُ بِالحَزَنِ
رَجاءً بَلّغُوا عَنِّي
رُفَاثِي بَاهظُ الثَّمنِ
فَإِنْ كَتمُوا لِصَرْخَاتِي
فَقدْ ذِيعَتْ عَلَى العَلَنِ
وَإِنْ جَاؤُوا إلَى قَبرِي
فَنَوْحُ اليُتْمِ فِي سَكَنِي
ظَنَنْتُ الأَرضَ تُنْصِفُنِي
وَتَحمِينِي مِنَ الخَوَنِ
وَثِقْتُ وُعُودَهَا الكُبرَى
تُغَلِّبُنِي عَلَى الإِحَنِ
فَكَانَتْ لِي لَظىً نَهِماً
تَشُبُّ بِغَازِهَا النَّتِنِ
عَلَيهَا عُودُ مِحْرَقَتِي
وَأَضْلاَعِي عَلى الوَهَنِ
فَهَلْ أَشْكُوكَ يَا وَطَني
وَحُبُّكَ عَاشَ فِي لَبَنِي
رَضَعتُهُ مِلْىءَ أَوْرِدَتِي
لِيفْخَرَ بِي مَدَى الزَّمنِ
وَهَلْ يُرضِيكَ أَنْ أَغْدُو
كَمِثلِ القِردِ فِي العَفَنِ
أَلاَ سُحْقاً لِحُبٍّ كَمْ
يُذِلُّ دَمِي وَيَحرِقُنِي
إِلَى رَبِّي رَفَعْتُ يَدِي
لِيُؤْوينِي إِلَى حَسَنِ
هُوَ المَأْوَى وُمُلْتَجَئِي
لِأَشْكُوَ خَيبَةَ الوَطنِ
خديجة البعناني
المغرب1/9/2021
تعليقات
إرسال تعليق