القائمة الرئيسية

الصفحات

قصيدة بعنوان : عامان ، للشاعر زياد صالح النهمي

قصيدة بعنوان : عامان ، للشاعر زياد صالح النهمي

قصيدة بعنوان : عامان ، للشاعر زياد صالح النهمي 

عامان


في الذكرى السنوية الثانية لرحيل والدي وأخي

مابال كلَّ معاني السعد تَنْعَدِمُ
حتى تملك قلبي الهمُّ والهَرَمُ

يا كم أحاول للأحزانِ ترجمة
لايبلغ الحبر مهما يكتبُ القلمُ

فيا قوافي مآسي الدّهر تقتلني
فآنسيني وهاتِ الحرف ينتظمُ

صيغي جروحي بأنغامٍ ملحنةٍ
لحن الدموع وفي أوتارها ألمُ

وابقي معي ترجمي جرحي وفاجعتي
نبكي سوياً مع الإيقاعِ ننسجمُ

نبكي أبي وأخي نفسي مواجعها
نجددُ الدمعَ بالأحزانِ نتسمُ

عامان مرَّا ويومَ الروعِ في خلدي
مازال فيني بذاك الحشدِ يحتدمُ

كأنَّه الحشر قد قامت قيامتنا
حتى غدا كلَّما في الارضِ يختَصِمُ

من هولهِ بات شيب الراس مشتعلا 
والعمر مازال في العشرينِ ينتعمُ

مابين ساعات هاج الهول يجرفني
والناس تنعي أبي حولي وتزدحمُ

وفحأةً أسمع الأصوات صاخبة
صوت البراكين حتى يسمع الأَصَمُ


ماذا جرى إنَّ هذا الصوت يعصفني
يُفَجِّرُ الروحَ كالإعصارِ يرتطمُ

أخي.. شقيقي أيا ويلي ويا لهفي
كيف الوداع بلا اسباب تفتهمُ 

ويحٌ لكم إنَّ هذا القول صاعقة 
أَنْهتْ قوايا ومات العزم والهممُ


إني غدوت بلا عقلٍ ولا نفسٍ
كأنَّ روحي مع الامواتِ تَنْعَدِمُ 

***

حقاً أبي وأخي في ساعةٍ رحلا
لا.. كيف يقبلُ هذا إنَّهُ حُلمُ

كذبت اخبار كلّ الخلقِ قاطبة
أبي أخي ..لا ..وإن قالوا فقد زعموا 

مازلت في الغيبِ كلّا لن أُصدّقَهُ
وكلما فُقْتُ في الأيامِ أَصْتَدِمُ

عامانُ مرَّا وما غابت مواجعه
تلك المواجع يا ويلاه تلتهمُ

عامان مرَّا ونفسي اليوم ما هدأت
تضجُّ بالحزنِ كلّ الوقت تلتزمُ 

عامانُ ما زال يدميني بطعنتهِ
ولم يَزَلْ منه ظهري اليوم يقتصمُ

كأنَّهُ الآن ما زالت معالمه
سيفٌ بقلبي وفي الاجسادِ يعتلمُ 

مُكَبَّلٌ في ضياعِ العمر منكسرا
والقلب يحملُ ما لا تحمل القممُ

فارقت كلًّ معانِ العيشَ وانتهكت
روحي وماكان لي في الدهرِ يستقمُ

فارقت نور حياتي في الدجى أملي
وغبت عن واقعي أَنْأَى وأَنْهَزِمُ
****

لو يعلما كيف صار الوضع بعدهما 
الروح ثكلى وهذا الدار يهتدمُ

تئنُّ موحشة تبكي وكم سألت
أين الذين إذا جاءوني أبتسموا

تمضِ الليالي على أمّي تعذبها 
لا توقف النوح فيها الروح تكتظم 

يا أمّ لو ترحمي فالنّفس قد هلكت
 ترفَّقي واهدأي عيناكِ تعتتمُ

وكلما جئتُ أنسيها تحاججني
اِبني فكيف لهذا الجرح يلتئمُ

عامان تبكي تضجُّ الليلَ ما هدأت
والدمع منها كما الأمواجِ تلتطمُ
*****
لو يعلما كيف عشنا اليوم بعدهما
تكدر العيش ليت الروح تخْتَتِمُ

الهم والقهر والأنَّاتُ تعصفُ بي 
والحزن يعصرني والبؤس يَنْتَقمُ

قد بان شكلي هزيل الجسم يلبسني
حزنٌ يلوحُ على وجهي ويرتسمُ

لكنني أكظم الأوجاع أكتمها 
كي لا يراني لئيم النّفس يبتسمُ

أبدي قوايا ولو بالزيفِ أحشده
بين العداءِ وفيني القلب يكتتمُ

لا ابدي الضعف مهما الحزن يقتلني
سأكتم الجرح مهما الروح تنفصمُ


****
الحمد لله في الأولى وآخرها
لله نحتكمُ بالله نعتصمُ

ناجيتك الله يا رحمن في وجلٍ
تسكنهما الجنَّة العليا وينتعمُ

تعليقات