الربيع يهمس قصيدة للشاعر خيرات حمزة ابراهيم
الــــــرَّبِيْعُ يَهْمُـــــــــسُ
هَمَسَ الرَّبِيْـعُ كَعَاْشِـقٍ مُتَوَقِّــدِ
لَبِـسَ الجَّمَـالَ بِحِلَّــةِ المُتَجَـدِّدِ
زَاْرَ الْقُلُوْبَ وَيَنْتَقِي لَوْنَ الْهَـوَى
نورًا يشـعُّ وَرُوْح كُلّ الْمُفْتـَـدِي
غَنَّى الْوِئَاْمَ وَجَاْوَرَ النَّغَمُ الْمَدَى
لَحْنًا سَمَـــاْوِيًّا هَوَا مِنْ مُنْشِـــدِ
نَاْدَى عَلَى الْأَطْيَاْرِ تَسْبِقُ زَهْرَهُ
فـَـرَحٌ تَــلَاْقَى شَــاْدِيًا بِمُـــرَدِّدِ
فَيـْـضٌ تَأَنَّقَ بِالْبـَـهَاْءِ وَسِحْــرهِ
سَكَنَ الْسُّرُوْرَ بِكُلِّ قَطْرَةِ مَوْرِدِ
مَدَّ الْجَّنَاْحَ وَرِيْحُ شَوْقِهِ يَسْتَقِي
حُلُمًا تَغَنَّـى بِالـْــرُؤَى وَالْمَـوْعِدِ
أَلْقَى عَلَى الْأَغْصَاْنِ إِكْسِيْرًا زَهَا
ثَوْبًا يُبَاْهِي حُسْنَ كُلّ الُمَشْهَــدِ
شَجَبَ الْشِّتَاْءَ بِصَرْخَةٍ أَصْحَاْ بِهَا
ذَنْبًــا تَبَــدَّى سَاْفـِـرًا مِـنْ مُعْتَــدِ
ظُلـْـمٌ يَزُوْلُ وَقَـدْ أَتَىْ بِعَوَاْطِـفٍ
زَهْـرٌ تَوَشَّــحَ بِالْعَبِيـْـرِ وَيَرْتـَـدِي
أَذْكَى الْحُقُوْلَ بِحِلَّةٍ أَهْــدَىْ لَهَا
وَهْجًـا مُنِيـْـرًا سَاْطِعًا كَالْفَــرْقَدِ
جَاْبَ التِّلَاْلَ كَفَاْرِسٍ سَـاْدَ الرُّبَا
عَزْمًا يَنُوْءُ وَيَرْتَقِيْ عَنْ مَـــرْقدِ
سَأَلَ الْـوُرُوْدَ بِحُرْقَةٍ أشقى بها
سفرٌ طويلٌ والْخَرِيْفُ لَمُجْحِـدِ
حَتَّى الْفَرَاْشَاْتِ الْأَسِيْرَةِ سَاْقَهَا
لَوْنَ الْجَنَاْح بِلَـوْنِ زَهْرٍ يَفْتَــدِي
ذَاْكَ الرَّبِيْعُ وَعِطْرُ زَهْــرِهِ يَلْتَقِي
طِيْبَ الْخْشُوْعِ كَنَاسِـكٍ مُتَعَبِّـدِ
خيرات حمزة إبراهيم
٤ / ٦ / ٢٠٢٢
( البحــــر الكامـــــل )
تعليقات
إرسال تعليق