نصيب من إرث قابيل وهابيل
الشاعر هندل الصالح
يابن أُمِّي، أضحت الدُّنيا كغابِ** نحتمي فيـها بأظفـار ونـابِ
لا ســلامٌ يـمـلأُ الأرضَ حـياةً ** غيرَ ما تبغيـــه أعرافُ الذِّئــــابِ
قدْ غَدَونا نَرقُب الإنسـانَ فــينا ** مثلمـــا نرقب غيثًـــا في ســرابِ
وغــدتْ أنفُسُــنا أَوْهى بــُــيوتٍ ** كَمَنَـت في نَسجِها عَطشى العِكابِ
أجَّتِ الأطماعُ فيها واستحرَّتْ** وخَبَتْ فيــها مَنــــاراتُ المــتــابِ
رُبَّ أخلاقٍ حِــسانٍ هجَرتْــــها ** ونُهى تَهــــوِي إليــها كالذُّبــــــابِ
يابن أمِّي، كم طمعــنا في غمـامٍ ** مُثقلِ الأحشــاءِ يَروي كل صَـابِ
فمضى عنَّا عقيـــمًا، وتـــلاشـى**أو رمـانـا برجـومٍ وعــــــــــذابِ
كـــم تَغَـــنَّيــــــنا بـحبٍّ ،ووئـامٍ ** ولَبسـنا جـهـــــرةً ألفَ نِقـــــــابِ
أيُّ أرضٍ لـم تجُسْ فيها الخطايا ** وتُرابٍ لم يُدنَّـسْ بـــــــــــترابِ؟
كلـُّـــنا قابـيــلُ تَسْري في دمـانا** نـشـوة الإثـمِ وسُـلوانُ الغــــرابِ
فـإذا صِرنـا ضحـــايـَا فلأِنــَّا ** كلُّــنا هابـيـــلُ نَســعى لِثـوابِ
هَكذا كُنـَّا، ولازِلـــنا، ونَبـقـى ** رَهـنَ ضِدَّينِ إلى يوم الـحســــابِ
هندل الصالح
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق