سندباد يمني في التحقيق
عبدالله البردوني
كما شئتَ فتّشْ ... أينَ أخفي حقائبي
أتسألني منْ أنتَ؟.. أعْرِفُ واجبي
أجِبْ، لا تُحاوِلْ، عمركَ، الاسمْ كاملاً
ثلاثونَ تقريباً ... «مثنى الشواجبي»
نَعَمْ، أينَ كنتَ الأمس؟ كنتُ بمرقدي
وجمجمتي في السجن، في السوق شاربي
رَحَلْتَ إذنْ، فيما الرحيلُ؟ أظنُّه
ُجديداً، أنا فيهِ طريقي وصاحبي
إلى أينَ؟ من شعبٍ لثانٍ بداخلي
متى سوفَ آتي! حين تمضي رغائبي
جوازاً سياحياً حملت؟.. جَنَازةً
حملتُ بجلدي، فوقَ أيْدي رواسبي...
من الضفةِ الأولى، رحلتُ مهدَّما
ًإلى الضفةِ الأخرى، حَمَلْتُ خرائبي
هُراءٌ غريبٌ لا أعيهِ!! ... ولا أنا
متى سوفَ تدري؟ حينَ أنسى غرائبي
***
تحدّيتَ بالأمسِ الحكومةَ، مجرمٌ
رهنتُ لَدَى الخَبّازِ، أمسِ جواربي
مَنْ الكاتبُ الأدنى إليكَ؟ ذَكَرْتُه
ُلديهِ كما يبدو، كتابي وكاتبي
لدى مَنْ؟ لدى الخمّارِ، يكتبُ عندَه
ُ حسابي، ومَنْهى الشهرِ، يَبْتَزُّ راتبي
قرأتَ لهُ شيئاً؟ كؤوساً كثيرةً
وضيَّعْتُ أجْفاني، لديهِ وحاجبي
ِقرأتَ ـ كما يحكونَ عنكَ ـ قصائدا
ًمهرَّبَةً ... بلْ كنتُ أوَّلَ هارب
ِأما كنتَ يوماً طالباً؟.. كنتُ يا أخي
وقدْ كانَ أستاذُ التلاميذِ، طالبي
قرأتُ كتاباً مرةً، صرتُ بعدَهُ
حماراً، حماراً لا أرى حجمَ راكبي
***
أحبَّيْتَ؟ لا بلْ مِتُّ حباً!!.. مَنْ التي؟
أحبيتُ حتى لا أعي، مَنْ حبائبي
وكمْ متَّ مراتٍ؟.. كثيراً كعادتي!!
تموتَ وتحيا؟ تلكَ إحدى مصائبي
***
وماذا عنِ الثوارِ؟ حتماً عرفتهمْ!
نعَمْ، حاسَبوا عني، تَغَدَّوا بجانبي
وماذا تحدثتمْ؟ طلبتُ سجارة
ًأظنُّ وكبريتاً ... بَدَواً مِن أقاربي
شكونا غلاءَ الخبزِ ... قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلاً ... موتَ «سعدان ماربي»
وماذا؟ وأنسانا الحكاياتِ مُنْشِد
ٌ« إذا لمْ يسالمكَ الزمانُ فحاربِ»
وحينَ خرجتمْ، أينَ خَبَّأتهم
ْ، بلامغالطةٍ؟ خبأتُهمْ، في ذوائبي
لدينا ملفٌّ عنكَ!!.. شكراً لأنكم
ْتصونونَ، ما أهْمَلْتُهُ من تجاربي
لقد كنتٙ أمّيِّاً حِماراً وفجأةً...
ظهرتَ أديباً!!... مذْ طبختمْ مأدبي
خذُوهُ!!.. خذوني لنْ تزيدوا مَرارتي
دَعُوهُ!!.. دعوني لنْ تزيدوا متاعبي#بردونيات
سندباد يمني في التحقيق
كما شئتَ فتّشْ ... أينَ أخفي حقائبي
أتسألني منْ أنتَ؟.. أعْرِفُ واجبي
أجِبْ، لا تُحاوِلْ، عمركَ، الاسمْ كاملاً
ثلاثونَ تقريباً ... «مثنى الشواجبي»
نَعَمْ، أينَ كنتَ الأمس؟ كنتُ بمرقدي
وجمجمتي في السجن، في السوق شاربي
رَحَلْتَ إذنْ، فيما الرحيلُ؟ أظنُّه
ُجديداً، أنا فيهِ طريقي وصاحبي
إلى أينَ؟ من شعبٍ لثانٍ بداخلي
متى سوفَ آتي! حين تمضي رغائبي
جوازاً سياحياً حملت؟.. جَنَازةً
حملتُ بجلدي، فوقَ أيْدي رواسبي...
من الضفةِ الأولى، رحلتُ مهدَّما
ًإلى الضفةِ الأخرى، حَمَلْتُ خرائبي
هُراءٌ غريبٌ لا أعيهِ!! ... ولا أنا
متى سوفَ تدري؟ حينَ أنسى غرائبي
***
تحدّيتَ بالأمسِ الحكومةَ، مجرمٌ
رهنتُ لَدَى الخَبّازِ، أمسِ جواربي
مَنْ الكاتبُ الأدنى إليكَ؟ ذَكَرْتُه
ُلديهِ كما يبدو، كتابي وكاتبي
لدى مَنْ؟ لدى الخمّارِ، يكتبُ عندَه
ُ حسابي، ومَنْهى الشهرِ، يَبْتَزُّ راتبي
قرأتَ لهُ شيئاً؟ كؤوساً كثيرةً
وضيَّعْتُ أجْفاني، لديهِ وحاجبي
ِقرأتَ ـ كما يحكونَ عنكَ ـ قصائدا
ًمهرَّبَةً ... بلْ كنتُ أوَّلَ هارب
ِأما كنتَ يوماً طالباً؟.. كنتُ يا أخي
وقدْ كانَ أستاذُ التلاميذِ، طالبي
قرأتُ كتاباً مرةً، صرتُ بعدَهُ
حماراً، حماراً لا أرى حجمَ راكبي
***
أحبَّيْتَ؟ لا بلْ مِتُّ حباً!!.. مَنْ التي؟
أحبيتُ حتى لا أعي، مَنْ حبائبي
وكمْ متَّ مراتٍ؟.. كثيراً كعادتي!!
تموتَ وتحيا؟ تلكَ إحدى مصائبي
***
وماذا عنِ الثوارِ؟ حتماً عرفتهمْ!
نعَمْ، حاسَبوا عني، تَغَدَّوا بجانبي
وماذا تحدثتمْ؟ طلبتُ سجارة
ًأظنُّ وكبريتاً ... بَدَواً مِن أقاربي
شكونا غلاءَ الخبزِ ... قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلاً ... موتَ «سعدان ماربي»
وماذا؟ وأنسانا الحكاياتِ مُنْشِد
ٌ« إذا لمْ يسالمكَ الزمانُ فحاربِ»
وحينَ خرجتمْ، أينَ خَبَّأتهم
ْ، بلامغالطةٍ؟ خبأتُهمْ، في ذوائبي
لدينا ملفٌّ عنكَ!!.. شكراً لأنكم
ْتصونونَ، ما أهْمَلْتُهُ من تجاربي
لقد كنتٙ أمّيِّاً حِماراً وفجأةً...
ظهرتَ أديباً!!... مذْ طبختمْ مأدبي
خذُوهُ!!.. خذوني لنْ تزيدوا مَرارتي
دَعُوهُ!!.. دعوني لنْ تزيدوا متاعبي
تعليقات
إرسال تعليق