القبيلة تغتال زرقاء
كمْ أنَّ هاتفُ الزَّمنْ:
زُرقاءُ والتِّنِّينُ والقبيلةُ المُقَنَّعَهْ
حِكايةٌ لِلطَّيِّ والنِّسيَانِ والكفنْ
صَدى تَجتَرُّهُ نَافُورةُ التَّارِيخِ
مِن دمِ الوطنْ
تَنعاهُ أكبادٌ مُلَوَّعَهْ
بألفِ آهةٍ،وألفِ أنَّةٍ، وأعمقِ الشَّجنْ
وحينَ تُبحرُ الجِراحُ والمِحنْ
مع النَّوارسِ المُوَدّعَهْ،
تُلْقيهِ قُربانًا قَوافلُ السُّفنْ
مُصَلَّبَ الوجدانِ
عاريَ الكفنْ
لِلحُوتِ كيْ يَستَودِعَهْ
كمْ أنَّ هاتِفُ الزَّمنْ:
زُرقاءُ والتِّنِّينُ والقبيلةُ المُخدَّرهْ
قصيدةٌ للجُبنِ والخِذلانِ والفِرارْ
كاللَّيلِ والنَّهارْ
قصيدةٌ مُكوَّرَهْ
بلا بدايةٍ ،ولانهايةٍ،ولا مَدارْ
ممدُودةٌ مُقعَّرهْ
بغيرِ مرفإٍ، ولا بطاقةٍ، ولا مَطارْ
عنوانُها انفجارْ،
ووَزنُها شَرانِقُ انْتِحارْ
ومُنتَهى رَويِّها انكِسارْ
تَصُوغُها ضمائرٌ مُؤَجَّرهْ
مُزدانةَ الشُّطورِ والإطارْ
كأنَّها شِعارْ
في حملةٍ مُزَوَّرهْ
وحين يَخنثُ القرارْ
تُلقى على المَجالسِ المُوقَّرهْ.
كمْ أنَّ هاتفُ الزَّمنْ:
زُرقاءُ والتِّنِّينُ والقبيلةُ المُطوَّقَهْ
أُغنِيَّةٌ للنَّفيِ والتَّرحيلِ والوَداعْ
والتِّيهِ في مَهَامِهِ الصِّراعْ.
أُغنيَّةٌ مُسوَّقَهْ
بِخِزيِ عِرضنا المُشاعْ
بلا حِمَى، ولا قداسةٍ، ولا قِلاعْ
كملاَّحِ السَّفينةِ المُعوَّقَهْ
يُصارعُ الصِّراعْ
بغيرِ دِفَّةٍ ولا شِراعْ
ولا عزيمةٍ مُفتَّقَهْ
وحين يَضعُفُ النِّزاعْ
تَرمِيهِ لُجَّةُ الضَّياعْ
إلى قرارِ هُوَّةٍ مُعمَّقَهْ.
كمْ أنَّ هاتِفُ الزَّمنْ:
زُرقاءُ والتِّنِّينُ والقبيلةُ المُنكَّسَهْ
حقيقةٌ للخِزيِ والنُّكوصِ والكرامةِ المدنَّسَهْ
زرقاءُ غادةُ العراقْ
ثَوَى بِعيْنيْها المَحَاقْ
زُرقاءُ باعها العربْ
بحفنةٍ من الذَّهبْ وأنَّ،هاتِفُ الزَّمنْ:
كعراقُ، يا عراقُ، يا عربء..!!
هندل الصالح. 1991م
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق