المجد للجزائر بقلم الاديب هندل الصالح
{{ المجد للجزائر }}
يا لائمًا مَذهبي بالشِّعر يَرتجلُ
مهلاً، فإنَّك ما أنْصفتَ يا رجلُ
أتُنكرُ الحقَّ حَصْحَاصًا على شَفتي
وتُؤثرُ الصًّبرَ منِّي حينَ أنفعلُ؟
بأيِّ صبرٍ ألوذُ اليوم يا ولدي
وعزَّةُ الوطنِ المغبونِ تُبتَذَلُ؟
بأيِّ صبرٍ أُواسي النَّفسَ،وَاكبدِي
وشِرعةُ الغاب بينَ النَّاس تَنْفَتلُ؟
بأيِّ صبرٍ أخي أمْ أيِّ مُرتَفَقٍ
يَعتدُّ ذو العقلِ و الأَهواءُ تَقتتِلُ؟
إنْ كنتُ مُختبلاً بالحقِّ أنْصُرُهُ
فمرحبًا باختِبالٍ كلُّه خَبَلُ
أوْ كنتُ بالرُّشدِ سحَّارًا بني وطني
فأينَ يا لائمِي جُرمي وما الخَطَلُ؟
إنِّي عَتقْتُ قصيدي، لا أكبِّلُهُ
والحقُّ في غربةٍ حيرانُ مُعتقَلُ
آليْتُ أُشهِرُهُ رُمحًا مُسدَّدةً
في وجه كلِّ عَتِيٍ،شرُّهُ جَلَلُ
لا يَفهم اللينَ يومًا إنْ رَمَيتُ بِهِ
ولا يَفلُّ له حرفٌ ولا نُصُلُ
منه الصَّواعقُ ما تَنفكُّ نَازلةً
تتْرى على نُصُبِ الطَّغوى وتتَّصلُ
للهِ سخْطي على الباغينَ مُستعِرٌ
لا ينثني أبدًا ما دام يَشتعِلُ
وذا لساني حٍصاني لا يُخيِّبُني
حتَّى يُقطَّعَ، أوْ يُودي بيَ الأجَلُ
لا يَمتطي الباطلُ المنبوذُ صهوتَهُ
ولا كما تدَّعي بالقذفِ يَشتغلُ
عفوًا أخَا الجُرح لا يَشطُطْ بكَ الحذرُ
واكفُفْ عِتابَك إنِّي لستُ أَعتذِلُ
فإنْ تَكنْ وَجِلًا تأْبى مُجاهَرَةً
فاكْتُم إباءَك قدْ أَكفيكَ ما تَجِلُ
وإنْ تكنْ ثائرًا مِثلي بلا لُجُمٍ
فامْدُدْ يديْك ولا يَقعُدْ بك العَذَلُ
آزِرْ أخاكَ ولا تُوهِنْ عزائِمَهُ
منْ يُنصف الحقَّ إنْ أمثالُنا خَذَلُوا؟
وانفِرْ بشِعرك إنْ لم تلقَ شافية ً
للغيظِ إلاَّهُ، أمْ هل أنت مُحتمِلُ؟
أما ترى كيف أضحى النَّاسُ في عَنَتٍ
حُكَّامهم بالهوى عاثوا وما عَدَلُوا
ما في الجزائرِ نفسٌ غيرُ شاكية ٍ
بغيًا أحلُّوا،وهُم في غيِّهم ثُمُلُ
ما في الجزائر حقٌّ غيرُ مُهتَضَمٍ
وكيف يُحفظ حقٌّ إن هُمُ أكلُوا
لهْفي على الشُّعراء اليومَ كيف مَضَوْا
لاهينَ عنْ وطنٍ حَاقتْ به العِلَلُ
لهْفي على الشُّرفاء اليومَ إذْ سَكتُوا
لهْفي على العُلماء اليومَ إذْ جَفَلُوا
ما للجزائر غيرُ الله يحفظها
يا ربِّ لطفًا فقد ضلَّتْ بنا السُّبُلُ
شعبُ الجزائر بالإيمان مُنتصِرٌ
على البغاة وإنْ جارُوا وإنْ جَهلُوا
شعبٌ أبِيٌّ، تهابُ الأُسْدُ صولتَهُ
تَعنُو له قِممُ الأمجاد، تَبتَهِلُ
شعبٌ تحلَّى بعِقْد العزِّ أَوسِمَةً
حُرٌ، أَنُوفٌ، بِنور العِتق يَكتحِلُ
إنَّ الجزائرَ تَحيَا كُلَّما ابْتُلِيَتْ
بالنَّائباتِ، فلا تَشكُو ولا تَسِلُ
لا تُوهِنُ الفِتنُ العمياءُ سَاعِدَها
ولا تُحرِّفُها عن نهجِها الشُّكُلُ
كم مِحنةٍ ضربت أوْتادها زمنًا
بها، فما خضعتْ وانهارتِ الدُّوَلُ
" هندل الصالح " (( 1995 ))
المنتدى العالمي للأدباء والكتاب العرب
تعليقات
إرسال تعليق